جميل أن نرى شعب تمرد على رعب وخوف وترهيب وامتهان كرامة لأكثر من عقدين من الزمن، تمرد وأخرج وحدة ومواطنة وثقافة مغيبة، تمرد ولم ولن يرضى بأنصاف حلول!
قلة في عالمنا العربي يدركون ما كان يعاني منه هذا الشعب وقد سمعت ورأيت في عيون كثر تساؤلا واستغرابا فيما حدث، فكيف يحدث وهم لم يسمعوا عن تونس سوى تونس الخضراء وتونس السياحة وتونس الأمان وتونس تحرر المرأة!
قلة في عالمنا العربي يدركون خبايا تونس وهي خبايا لأنها لم تخرج قط للإعلام الغربي أولا- فبن علي مكرم معزز مكافح ضد ‘الإرهاب‘ ، قلة عرفوا فجرحوا، جرحوا في عمق إنسانيتهم حين عرفوا مقدار المهانة والخوف التي حاول هذا الشعب العظيم ابتلاعها فلم يقدر فقدمها جرعة واحدة لبن علي، لليلى والعائلة الكريمة!
قلة في عالمنا العربي يدركون خبايا تونس وهي خبايا لأنها لم تخرج قط للإعلام العربي قط، فهناك تقاطعات عربية-عربية على رغم شتى الخلافات، تقاطعات مهانة وخوف وفساد وسلطة.
ألف تحية لأبطال تونس
دموع وفرح وفخر واعتزاز وتمسك بحبل نجاة عساه ينصف وإن شعب واحد في هذه المنطقة المظلمة وكلنا أمل أن يطال آخرين...
آخرون ينتظرون، آخرون يستحقون، يستحقون تغييرا موجودا بالقوة عسى أن يخرجوه فعلا كفعل أبطال تونس...
سريعا صاخبا قبل تدخل مارد من هنا أو قرش من هناك
شكرا أوباما، شعب تونس لم يحبك أتناء حرارة علاقتك مع نظام الفساد البائد، ولم يحب إدارتك أو سابقتها.
شكرا أوباما، شعب تونس ليس بحاجة إلى نصحك ودعمك، فهو شعب مدرك ومثقف، علك لا تعرف ذلك بسبب انشغالك بعلاقة صدفت مع حفنة طفيلية من غير المثقفين استولت على السلطة وامتلكتها.
لن أطيل ولن أنغص فرحة
لن أتكلم عن بلدي العزيز ، عزيز رغم قبحه، قبح ماضيه وقبح حاضره وظلامية مستقبله
عزيز يظن كثر أنه جنة عالمنا العربي ومتنفس حريته
قلة منهم يدركون معنى صراعاته وأبعادها فيرسمون لها أبعادا إستراتيجية حينا وعقائدية حينا آخر
قلة يدركون أن حربا أهلية خلفت أكثر من 100000 قتيل وأكثر من 17000 مفقود لم تخرج سوى بصيغة لتعديل صلاحية تمثيل طائفة من هنا وأخرى من هناك، إضافة حفنة من موظفي الفئة الأولى لهذه الطائفة أو تلك
قلة يدركون أن جوهر صراعنا اليوم ليس محكمة أو حقيقة أو استقلال وحرية أو مقاومة وصمود
قلة يدركون أن صراعنا اليوم ليس سوى تلك اللعبة السمجة عينها التي يدفع ثمنها أبناء هذه البقعة العزيزة كلما انتشت طائفة وطمحت لزيادة حصتها
عذرا، لن أطيل ولن أنغص فرحة
أردت فقط أن أعترف، أن أرفع أكذوبة تحوم فوق رأسي وتطارد العالم المحيط كأنما واقع
لبنان ليس بخير، لم يكن وليس اليوم بالتأكيد
البلد مش ماشي
والبلد مش عاصي على الغزاة
كذب وافتراء
المشكلة الوحيدة هي أن الانتفاضات لا تثمر في بلدي العزيز
فالمشكلة ليست في حاكم فاسد وإن وجد كثر
المشكلة تكمن في ثقافة مفقودة
ومواطنة غير موجودة
ووطن لم ينشأ يوما
وتجمعات قبلية
بلد لم تتمكن إحدى أقوى دول المنطقة من تقسيمه
وإحدى أقواها نفوذا من ابتلاعه
بلد صدر وصفة الفوضى والانقسام لمن تورط فيه وإن رغم إرادته، وأقصد هنا الفلسطيني!
بلد يضيق به صدري ويضيق علي ولا أقوى على هجره
هلا دعوتم لنا وحلمنا سويا بيوم يصبح فيه لبنان دولة علمانية
وان نحلم أيضا ألا يسرقها منا بن علي أو بن أي ******آخر!
No comments:
Post a Comment