Wednesday, November 24, 2010

حرب العبور: من لبنان الجمهورية إلى جماهير الجمهوريات

لا بد لي في مستهل هذا المقال من تهنئة الجماهير والحشود التي تغص بها ساحات هذه البقعة الشرق متوسطية المتعارف على تسميتها لبنان. لا بد لي من تهنئة هذه الجماهير على مختلف قومياتها! قومياتها نعم، فحرب لبنان الأخيرة التي امتدت من عام 2005 أو 2004 أو مئات السنين لعلها نجحت اليوم في العبور.
نعم حرب عبور جديدة سطرتها قامات ورجالات تاريخية، وجماهير مملينة- هي مفلسة طبعا ولكن على قاعدة ألوف مؤلفة جاز شواذ ملايين مملينة- لا بل سطرتها جماهير سبقت قياداتها فألهمتها! حرب عبور من لبنان الطوائف إلى لبنان القوميات. حرب عبور سوف تشكل معضلة الألفية وتؤرخ لفشل التاريخ في استشراف المستقبل، وفشل الجغرافيا في احتواء تضاريسها. حرب عبور عجزت عن فك رموزها العلوم السياسية فدخلت في غيبوبة حتى إشعار آخر أو ربما حرب جديدة.
من نهنئ اليوم؟
نهنئ كل استريو لبناني أو لبناني استريو. ليس في شرق المتوسط بعد اليوم ما كان يعرف بلبنان فرنكو أو أنجلو فلهذا التعبير بعد حضاري ما عاذ الله. نهنئ اليوم لبنان القوميات، نهنئ شعوبا لا شعب، نهنئ جمهوريات قومية مستقلة تعيش على شاطئ بحر لوثه اللبنانيون القدامى. اللبنانيون القدامى، مذاهب وطوائف ليسوا أقرباءهم فلا نسل يجمعهم بتلك القوميات ولا قربى. ماذا يجمع لبناني إيراني ولبناني تركي أو لبناني فرنسي ولبناني أميركي؟ وقس على لبناني سوري ولبناني سعودي ولبنان قطري.
تجمعهم الأمم المتحدة طبعا وترعاهم، فهم شتات حتى عودتهم كل إلى وطنه القومي عسى أن يعجل الله بأمرهم، وأن يلهم ويقوي رؤساءهم الذين يترددون لتفقدهم حتى يتمكنوا من استردادهم.
ما أجمل بيروت أيام الآحاد. تخيلوا لبنان كله بجمالها وهدوئها طوال أيام الأسبوع! فهذا ليس لبنان بل العبور الساقط والسقوط العابر إن شاء الله.

1 comment:

Khawwta said...

انشالله الشعب بيرجع لبناني
غريب كيف صار كل واحد ينادي بقوميتو قبل لبنانيتو هيدا بيقول أنا تركي قبل لبناني، وأنا إيراني وأنا سوري...
أنا بقول لازم نشرع قانون استرداد الجنسية اللبنانية من غير مستحقيها