Wednesday, April 25, 2007
لبنان، الحرب الأهلية والأفق المسدود
قبرصة لبنان، لبننة العراق، وعرقنة لبنان...1974، 2003، 2005- هكذا تختصر حياة البشر في هذه المنطقة الحبلى بالصراعات العبثية. قبرص تقسمت وتجهد اوروبا اليوم على توحيدها، العراق دخل أتون الحرب الأهلية في حين يتحدث البعض عن احتمال وقعها. بغداد فرزت طائفيا بحسب أحيائها. تصوروا أن الأحياء أو الزواريب أصبحت سنية أو شيعية. أحد الأصدقاء أخبرني أنه لم يستطع استضافة إبنة خاله في منزله في بغداد لمتابعة دراستها وأخبرها أنه يأمن لوجودها لدى أقاربه في البصرة. زواريب بيروت إلى حد بعيد أثناء الحرب الأهلية ولكن ماذا عن الحاضر. هل من فرز مذهبي في بيروت؟
الثلاثاء الأسود،الخميس الأسود، السبت الأسود، أشهر وسنين سوداء، حتى أيامنا السود موضع خلاف، ثم ماذا سنفعل حين تنفذ منا التوصيفات فنصبح خبرا عاجلا كما إخواننا في العراق. ماذا سنفعل حين نتلمس جراحنا ومفقودينا ومخطوفينا وجثث قتلانا متوسلين مراسل فضائية إخوانية اميركية أو سعودية أو إيرانية أو أميركية حرة لنقل مأساتنا وقادة الرأي وأمراء الحرب مختبئين في الأوكار والمدنيون على خط النار؟
علينا أن نبدأ بالتفكير في إجابات علها تخفف عنا وطأة الصدمة فهي آتية. تأتي بصمت وتهبط
كالظلام في ليالي كانون الحالكة ويتبعها العويل والرعود. عذرا! ولكن... هذه الليلة شعرت للمرة الأولى بشيىء من قلق، قلق حقيقي إذا أنني متأهل ولي ولد يكمل عامه الأول في 27 نيسان الجاري. كنت أحسب الحرب تجربة جميلة ولعلي في مكان ما ما زلت على بعض من أفكاري إلا أن هاجس الخوف على إبني بدأ يقلقني. حدث أن شعرت ببعض قلق أثناء حرب تموز إلا أن الوضع كان مختلف. تلك حروب سهلة وأثمانها يمكن تحملها وآفاقها محدودة كما أي حرب قادمة من الجنوب في هذا الصيف أو غيره. لكن حربا أهلية ستدفعني إلى جنون أكيد، ستدفعكم أيضا، ربما
كيف يحدث أن لا يدفع شعب الدماء إلا في صراعات أهلية وأن يحصل دوما على "استقلال ووحدة وحرية" كهبة من هذا الطرف أو ذاك؟ كيف يحدث أن نحيا بسلة قيم أشبه بسلة نفايات، عذرا فالنفايات قابلة لإعادة التصنيع؟
هل من فرز مذهبي في بيروت؟ هل الحرب على الأبواب؟
كلا، الحرب تتطلب المال والسلاح...سننظر في ذلك لاحقا، دعوني أفرغ ما بقي في صدري من أحقاد
ألف عام وأكثر وقبائل تتصارع على أرض ما نعتبره اليوم لبنان، يزدهر فيتوسع وتتعاون قبائله وتختلط وتمتزج في سكن ومأكل ومشرب وتبني أعتى الأحلاف ثم تنقسم على بعضها وذاتها وتدخل أتون صراعات دموية لا يعرف رحمة أو أو حتى هدف منشود. لماذا؟ لعل بعض الأجوبة الشافية أوردها د. كمال ديب في كتابه أمراء الحرب وتجار الهيكل، اولئك يتحملون القسط الأكبر من المعضلة وأولئك اليوم نجوم فضائيات وغدا أمراء حرب أكثرهم للمرة الثانية. هذه معضلة أخرى. قلما تمكن جيل من أمراء الحرب من خوض حربين في هذا الموطن، فليس وطن بل موطن قبائل . لعل الجواب يكمن في عصر سرعة وعولمة وكثافة معلومات وأخبار عاجلة ما عدنا نحتملها. هل تعلمون يا أصدقائي أنه في أيام انحدر فيها معدل الدخل في لبنان غلى ما دون الخمسين دولار- منتصف الثمانينات- كانت الميليشيات على اختلافها تطلق زخات قذائف 155 و240 ملم على أحياء سكنية يخشى الفقر دخولها وإلا تراءت له صورته مؤلفة ومؤلفة. تلك القذائف، الواحدة منها وفي حينها كان يتراوح ثمنها بين 7000 وال 10000 دولار. عبث، أليس كذلك؟ عبث أو جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، عبث يطاردنا اليوم، يصطادنا غدا أو يخطئنا فنكتب لصغارنا، عل وعسى
هل الحرب على الأبواب؟ نعم، هل من فرز مذهبي في بيروت؟ نعم، هل من مال وسلاح، أترك الإجابة لكم ولكن هل هذه العناصر كافية لنشوب حرب أهلية؟ سنتابع هذه السطور بعد نوم عميق حالفنا الحظ، سنتابع انعكاسات ورمزية حادثة الخطف في بيروت وتداعياتها هذا المساء، سنتابع شائعات كثيرة، ولكن الحرب بدأت وهي قرعت البواب يوم خرج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005. حين قرر ذلك النظام الإنتقام،وتسليم لبنان المخطوف ما قبل الطائف -يحلم هذا النظام بإعادة لبنان إلى الحرب الأهلية لأن ذلك من شأنه إعادة توسيطه لضبط إيقاعها مع بروز بعض المتغيرات الإقليمية والدولية ويتقن هذا النظام سياسة تمرير الوقت، وحين خطط ونفذ. كيف يحدث أن يسعى نظام بكل ما أوتي من جبروت لتوحيد بلد آخر ولكن تحت جناحه وحساباته الخاصة-مال ومصالح- زكيف يحدث أن يسعى أبناء موطن واحد إلى تقطيع أوصال؟ معضلة هم اولئك الأبناء، كم يصعب توصيفهم بلا إسفاف! كيف يحدث أن يكون من اغتيل-جميعهم- أشخاص لا يمكن أن يأخذوا قرارا في الحرب أو أن يكونوا أمراء حرب، بل وبعضهم من يمكن أن يقف في وجهها إما لأسباب عقائدية أو مصالحية. أمراء الحرب عدو اليوم وحاجة للغد، هكذا يفكر النظام السوري. الحرب بدأت وهي قرعت الأبواب يوم خرج الجيش السوري من لبنان في 26 نيسان 2005، الحرب بدأت كما سيؤرخ لها البعض في المستقبل في 23 كانون الثاني 2007 وآخرون سيخالفونهم الرأي ويتجهوا ل25 كانون الثاني، متى بعد سنين أو شهور على ادنى تقدير ولكن ماكينة الحرب والسلاح والمال تستغرق بعض الوقت وتغري الكثر فلنقل سنين من باب الحرص. سيختلفون في الرأي على التاريخ رمزا لمضمون أعمق، مضمون يؤسس لحرب أخرى في تاريخ آخر لجيل آخر. كما اختلافنا اليوم على أسباب الحرب الماضية \75-77-78-82-83--89-90-91، كما أسس ذلك بشكل أو بآخر لما نحن عليه اليوم، وهيك
Labels:
Civil War
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
3 comments:
دخلت بالحزن التقدّمي؟
ته يا روج... البلد كلو دخل
بس في تنوع ها!
الله ينجينا من الحرب الأهلية
انشالله يكون هالشعب عالقليلة بيتمتع عكس حكامه بالحكمة ليتفادى هيك حرب
Post a Comment