يبدو أن التكرار- ولو إلى درجة الملل واجب! فقد توالت في الفترة الأخير، فترة التغيير الجذري في المنطقة العربية محاولات استباق الأمور وتسخيف الحركة الشبابية ووسائلها. نقول مرحلة التغيير الجذري إدراكا منا أن ما جرى ويجري ليس عاديا ولو لم نتلمس بعد منجزاته كاملة. عن ما يجري يشكل ثورة ثقافية بكل ما للكلمة من معنى!
إن المنجزات الأولى في هذه المنطقة وفي مختلف البلدان- وهي منجزات غير قابلة لطيها أو إعادة عقارب الساعة إلى الوراء- هي في كسر حاجز الخوف وإطلاق حرية الكلمة وممارسة الحق في حرية الرأي والتعبير على أكمل وجه ولو مع فاتورة باهضة.
إن ما يجري يشكل ثورة ثقافية لأن وسائله هي بحد ذاتها ثورية من حيث استخدامها، فالشباب الذي تحرك ليس شباب الفايس بوك أو التويتر او اليوتيوب، بل هو الشباب الذي استخدم هذه الوسائل من أجل الحشد والتعبئة والتواصل، وقبل ذلك كله مكن أجل الحوار والتوافق على أهداف، وأشكال تحرك ووسائل.
إنه من السذاجة بمكان أن نعتبر أن ما يجري في المنطقة هو استنساخ لتجربة، لا بل إن في ذلك إشارة إلى العقلية التي ما زالت تعيش خارج العالم والواقع. فعالم اليوم والعولمة، وتكنولوجيا الإتصلات هزم الحدود بالمعنى التقليدي إن على مستوى البلدان أو العلاقات بين أبناء المناطق والقاليم. إن في ذلك بحد ذاته ثورة على التقليد والاستنساخ بكونه فتح المجال لتنامي الخبرات ونقلها والمشاركة في صياغتها حتى خارج إطار الكيان الواحد. إن تجربة تونس أو مصر وباقي بلدان المنطقة تشير بشكل واضح إلى ذلك، وبالتحديد إلى التضامن بين الشباب من مختلف البلدان وحملهم قضية في زطن ما كقضيتهم والعمل في سبيل انجازها.
إن تسطيح الأمور له عدة أغراض وأحيانا أسباب.
أغراض التسطيح تجارب ومبادرات الشباب
محاولة تسخيف الحركات ونبذها شعبيا
محاولة عزل بلد عن آخر أو عن تجربة الآخر في محاولة للحفاظ على ديمومة الفساد والسلطة
أسباب أخرى
إن تسطيح البعض للأمور يمكن ألا ينبعث من محاولة محاصرة التجربة بل من باب عدم الدراية بها أو حتى عدم الإلمام بها، فالبعض ممن يتشدق بعبارة شباب الفايس بوك لم يدخل على الفايس بوك مطلقا ولم يجري بحثا على الإنترنت ولم يتصفح أو يلج هذا العالم الرحب (إن صفحات هذه المجموعات تعج بالأفكار والنقاشات والتكتيكات بما يزيد عما نشرته الصحف في سنوات وأحيانا كثير بما يفوقه قيمة وإثراء وإفادة! في منطقة تكاد لا تجد فيها أو لا تجد منبرا إعلاميا حر مستقل بكل ما للكلمة من معنى). البعض الآخر يحمل عقلية الهزيمة والخيبات ولا يقوى على الأمل خوفا من الخيبة. والبعض كلاسيكي محافظ يرى في الموجود ضمانة على قلة ما يؤمن ويفضل الابقاء عليه. وأخيرا، بعض يملأه الخوف وهو مبرر ولكن الخوف أمر طبيعي ولكن حياتنا اليومية لا تعدو كونها قلق وخوف متواصل داخل أنظمة بوليسية متسلطة، كانت السلطة فيها لعائلة أو لزعامة طائفة أو طوائف او نظام حكم بوليسي تقليدي.
عليكم اليوم أن تختاروا موقعا في خضم هذا التغيير وهذه الثورة الثقافية التي تعصف بالمنطقة، والمواقع كثيرة فمنها الداعم، والمساهم أو الفاعل، ومنها المعارض ومنها المتفرج والخيار هنا هو حق لأي إنسان، إلا أن المواربة وتجاوز المنطق والواقع والاختباء وراء شعارات تخرج من هنا أو هناك وتهدف إلى محاصرة أمل التغيير هو جريمة بحق النفس قبل الآخر.
وإذا كنتم من الداعمين فأهلا وسهلا بكم في مجموعة ’من أجل إسقاط النظام اللبناني الطائفي- نحو نظام علماني‘ علما أن النظام العلماني يوفر للبنان فرصة للخلاص من دوامة التجاذبات عدم الاستقرار والحروب، ويوفر لشبابه فرصة بناء المستقبل على قدم المساواة وعدم التهميش والاقصاء وفرصة لتخطي الواقع الطائفي المأزوم وتبني الوطن والمواطنة والهوية نحو دولة عصرية تحترم الإنسان والقانون والنزاهة والشفافية والمساواة.
Friday, February 18, 2011
Tuesday, February 15, 2011
شكرا لسوريا، شكرا للسعودية، لا نريد س.س.!
شكرا لك يا سعد على بق بحصة، شكرا لك لأنك قررت وبعد أشهر- أو سنين- على وضع الشباب اللبناني بصورة طبخة البحص، ال س.س. وشكرا لك على بق البحصة!
"مؤتمر مصالحة وطنية لبنانية، يتصالح فيه كل اللبنانيين ويتسامح فيه كل اللبنانيين. مؤتمر يعقد في الرياض برعاية ملك المملكة العربية السعودية وبحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الجمهورية العربية السورية وعدد من رؤساء العرب وقادتهم وبحضور الجامعة العربية، يؤدي إلى مصالحة شاملة، ومسامحة شاملة لكل الماضي، مصالحة الجميع من دون استثناء وتسامح الجميع من دون استثناء عن كل الماضي، من دون"
هذا ما جاء في خطاب الرئيس المكلف في ذكرى اغتيال والده في 14 شباط، 2011. هذا ما لم يقله الزعماء اللبنانيين لجماهيرهم في زمن الشفافية وفي لبنان والحضارة والديمقراطية ومنارة الحرية في الشرق!
ألا يحق للجمهور الذي دفع فاتورة العبث من 2004 وحتى 2011، ولأي ساحة أو فريق سياسي انتمى- مع العلم أن لا انتماء لحزب سياسي في لبنان إذ لا يوجد مؤسسة فعلية على هيئة حزب سياسي حقيقي والمؤسسة الوحيدة القائمة في لبنان هي الطائفة. ألا يحق للجمهور أن يعرف أنكم تنظرون في طائف جديد- تحدثنا عنه مرارا من قبل- يكرس مصالحة المصالح وإعادة توزيعها من جديد.
ومن قال أن الشعب يريد المسامحة والمصالحة المبنية على سياسة عفى الله عن ما مضى؟ من قال أننا نعيش في غابة وعلينا أن نقبل بمنطق القوة؟ ثم من أوهمك أيها الزعيم اللبناني المقتدر، وأيا كان حجم الطائفة التي تنتمي إليها، والخزان الشعبي الذي تتحكم في مأكله ومشربه، من قال لك أنك خارج أي مساءلة أو عقاب ومن أوهمك أنك تستطيع غسل الأموال والعقول إلى ما لا نهاية؟ ومن أوهمك أنك بفردك ثورة وتغيير حتى بات كل من فريق 14 و8 آذار يباهي أنه قاد الحراك الذي يجري في المنطقة.
كلا يا فخامة الزعيم، لبنان لم يشهد يوما انتفاضة أو ثورة حقيقية للأسف. شهد حربا أهلية من أقسى الحروب، وشهد إجراما منقطع النظير لم يدفع ثمنه إلا البشر ممن قتل أو أصبح معوقاأو عاجزا وممن خطف وصفي أو فقد. لم تدفع يا فخامة الزعيم فاتورة الحرب، بل ذهبت للطائف لصرف الخسارة الوطنية ربحا، لا بل رأس مال لاستثمار جديد في بلد السياحة والحرية. يا فخامة الزعيم، أنت كل زعيم يتشدق اليوم باسم الحرية أو الاستقلال أو مصلحة الشعب أو الصمود أو المقاومة، فأنت أصم لا تسمع، وملحق لا تعرف استقلال، ومصلحة الشعب لا تدخل بندا جانبيا في جدول أعمالك، والصمود والمقاومة شعار بعدما جردتم الشعب من كل مقومات المقاومة.
هل يطمح الشباب اللبناني لهدنة 10 أو 15 سنة جديدة يعود بعدها إلى الاصطفاف الطائفي والمذهبي ليبني بعده الزعماء أنفسهم أو أولادهم مصالحة مصالح جديدة وترسيم نفوذ ومصالح الطوائف إلى ما لا نهاية. عجيب تاريخ هذا البلد وعجيب كذلك شعبه الذي لا يفهم تاريخه ولا يتعلم منه، ولعل لهذه الأحجية جوابا مناسبا.
تاريخ الشعوب مادة شبه أساسية، وزارة سيادية(!) في أي منهج تربوي، ولكنه في لبنان- أي مادة التاريخ- لا تؤرخ سوى لتعايش كذبة، ولا تشكل تأريخا بالمعنى الحقيقي، فتبقى ضمن أطر المجاملة السياسية- أي الكذب- وتبقى خالية من كل مادة خلافية، وهي الأساس الوحيد نحو المصالحة وبناء الوطن والهوية والانتماء الحقيقي.
سقطت ال س.س. ووعدتنا قوى 14 آذار أنها لا تريد العودة إليها. سقطت ال س.س. وزف سقوطها كثر من فريق 8 آذار فضلا عن ما يسمى بالوسطيين- أو إجر بالفلاحة وإجر بالبور- الجاهزين دوما للالتحاق بالأقوى(!).
سقطت ال س. س. ولكن هل سقط الطائف الجديد قبل أن يولد أم أن ما نحن بصدده اليوم لا يعدو سوى استراحة محارب؟ للأسف، إن ما نراه اليوم لا يعدو استراحة محارب سوف يعود بعدها الزعماء اللبنانيين، ممثلو الطوائف- وبعد تجلي الصورة الإقليمية والنفوذ الدولي، ونفاذ فترات السماح، إلى حروبهم الصغيرة- بأهدافها- وسوف يعود اللبنانيين لأي فريق انتموا إلى دفع فاتورة الدم والدمار حتى يحين موعد طائف جديد.
ولعل المفارقة الأكبر تكمن في أن الطائف لحظ إنشاء لجنة لإلغاء الطائفية السياسية، وهو بالتالي أعلن دفنها قبل أن تولد، فمن يعرف اللجان اللبنانية، من لجان التحقيق إلى لجان وقف إطلاق النار، إلى لجان المصالحة والحوار، يدرك جيدا معنى هذا التصدير وغاياته وخواتيمه.
يبقى أن نأمل أن يكون الشباب اللبناني- وهو وقود كل حرب واقتتال- قد أصبح واعيا بما فيه الكفاية بأن سبب عدم الاستقرار، ومحرك الفساد، ووعاء هذه الحلقة المفرغة ليس سوى النظام الطائفي، والذي إذا سقط، سيؤدي لا محالة إلى سقوط هذه الطبقة السياسية الفاسدة- بغض النظر عن الشعارات التي تطلق من هنا أو هناك- التي تحكم لبنان وتتحكم برقاب اللبنانيين وتسوقهم نعاجا في سوق إقليمية سوداء.
"مؤتمر مصالحة وطنية لبنانية، يتصالح فيه كل اللبنانيين ويتسامح فيه كل اللبنانيين. مؤتمر يعقد في الرياض برعاية ملك المملكة العربية السعودية وبحضور رئيس الجمهورية اللبنانية ورئيس الجمهورية العربية السورية وعدد من رؤساء العرب وقادتهم وبحضور الجامعة العربية، يؤدي إلى مصالحة شاملة، ومسامحة شاملة لكل الماضي، مصالحة الجميع من دون استثناء وتسامح الجميع من دون استثناء عن كل الماضي، من دون"
هذا ما جاء في خطاب الرئيس المكلف في ذكرى اغتيال والده في 14 شباط، 2011. هذا ما لم يقله الزعماء اللبنانيين لجماهيرهم في زمن الشفافية وفي لبنان والحضارة والديمقراطية ومنارة الحرية في الشرق!
ألا يحق للجمهور الذي دفع فاتورة العبث من 2004 وحتى 2011، ولأي ساحة أو فريق سياسي انتمى- مع العلم أن لا انتماء لحزب سياسي في لبنان إذ لا يوجد مؤسسة فعلية على هيئة حزب سياسي حقيقي والمؤسسة الوحيدة القائمة في لبنان هي الطائفة. ألا يحق للجمهور أن يعرف أنكم تنظرون في طائف جديد- تحدثنا عنه مرارا من قبل- يكرس مصالحة المصالح وإعادة توزيعها من جديد.
ومن قال أن الشعب يريد المسامحة والمصالحة المبنية على سياسة عفى الله عن ما مضى؟ من قال أننا نعيش في غابة وعلينا أن نقبل بمنطق القوة؟ ثم من أوهمك أيها الزعيم اللبناني المقتدر، وأيا كان حجم الطائفة التي تنتمي إليها، والخزان الشعبي الذي تتحكم في مأكله ومشربه، من قال لك أنك خارج أي مساءلة أو عقاب ومن أوهمك أنك تستطيع غسل الأموال والعقول إلى ما لا نهاية؟ ومن أوهمك أنك بفردك ثورة وتغيير حتى بات كل من فريق 14 و8 آذار يباهي أنه قاد الحراك الذي يجري في المنطقة.
كلا يا فخامة الزعيم، لبنان لم يشهد يوما انتفاضة أو ثورة حقيقية للأسف. شهد حربا أهلية من أقسى الحروب، وشهد إجراما منقطع النظير لم يدفع ثمنه إلا البشر ممن قتل أو أصبح معوقاأو عاجزا وممن خطف وصفي أو فقد. لم تدفع يا فخامة الزعيم فاتورة الحرب، بل ذهبت للطائف لصرف الخسارة الوطنية ربحا، لا بل رأس مال لاستثمار جديد في بلد السياحة والحرية. يا فخامة الزعيم، أنت كل زعيم يتشدق اليوم باسم الحرية أو الاستقلال أو مصلحة الشعب أو الصمود أو المقاومة، فأنت أصم لا تسمع، وملحق لا تعرف استقلال، ومصلحة الشعب لا تدخل بندا جانبيا في جدول أعمالك، والصمود والمقاومة شعار بعدما جردتم الشعب من كل مقومات المقاومة.
هل يطمح الشباب اللبناني لهدنة 10 أو 15 سنة جديدة يعود بعدها إلى الاصطفاف الطائفي والمذهبي ليبني بعده الزعماء أنفسهم أو أولادهم مصالحة مصالح جديدة وترسيم نفوذ ومصالح الطوائف إلى ما لا نهاية. عجيب تاريخ هذا البلد وعجيب كذلك شعبه الذي لا يفهم تاريخه ولا يتعلم منه، ولعل لهذه الأحجية جوابا مناسبا.
تاريخ الشعوب مادة شبه أساسية، وزارة سيادية(!) في أي منهج تربوي، ولكنه في لبنان- أي مادة التاريخ- لا تؤرخ سوى لتعايش كذبة، ولا تشكل تأريخا بالمعنى الحقيقي، فتبقى ضمن أطر المجاملة السياسية- أي الكذب- وتبقى خالية من كل مادة خلافية، وهي الأساس الوحيد نحو المصالحة وبناء الوطن والهوية والانتماء الحقيقي.
سقطت ال س.س. ووعدتنا قوى 14 آذار أنها لا تريد العودة إليها. سقطت ال س.س. وزف سقوطها كثر من فريق 8 آذار فضلا عن ما يسمى بالوسطيين- أو إجر بالفلاحة وإجر بالبور- الجاهزين دوما للالتحاق بالأقوى(!).
سقطت ال س. س. ولكن هل سقط الطائف الجديد قبل أن يولد أم أن ما نحن بصدده اليوم لا يعدو سوى استراحة محارب؟ للأسف، إن ما نراه اليوم لا يعدو استراحة محارب سوف يعود بعدها الزعماء اللبنانيين، ممثلو الطوائف- وبعد تجلي الصورة الإقليمية والنفوذ الدولي، ونفاذ فترات السماح، إلى حروبهم الصغيرة- بأهدافها- وسوف يعود اللبنانيين لأي فريق انتموا إلى دفع فاتورة الدم والدمار حتى يحين موعد طائف جديد.
ولعل المفارقة الأكبر تكمن في أن الطائف لحظ إنشاء لجنة لإلغاء الطائفية السياسية، وهو بالتالي أعلن دفنها قبل أن تولد، فمن يعرف اللجان اللبنانية، من لجان التحقيق إلى لجان وقف إطلاق النار، إلى لجان المصالحة والحوار، يدرك جيدا معنى هذا التصدير وغاياته وخواتيمه.
يبقى أن نأمل أن يكون الشباب اللبناني- وهو وقود كل حرب واقتتال- قد أصبح واعيا بما فيه الكفاية بأن سبب عدم الاستقرار، ومحرك الفساد، ووعاء هذه الحلقة المفرغة ليس سوى النظام الطائفي، والذي إذا سقط، سيؤدي لا محالة إلى سقوط هذه الطبقة السياسية الفاسدة- بغض النظر عن الشعارات التي تطلق من هنا أو هناك- التي تحكم لبنان وتتحكم برقاب اللبنانيين وتسوقهم نعاجا في سوق إقليمية سوداء.
Friday, February 11, 2011
ماذا يراد لكم وما العمل؟
طفح الكيل وانتفض الشباب (جيل لم يشهد الهزيمة كواقعة وبالتالي لم يتمكن منه اليأس). هذا هو التوصيف الموضوعي لحركة وثورة الشباب في كل من تونس ومصر على اختلاف الواقع وأشكال انتهاك الحقوق وسلم أولوياتها(!) وأشكال ووسائل القمع والافقار (بكل أشكاله من حصار سبل العيش والتفكير والكلمة والتجمع...) وازدهار الفساد والبطالة.
وانطلاقا من هذا الواقع، فإن الشباب المتمكن من وسائل الإتصال والتواصل التف على حصار النظام البوليسي (ودفع كثر في السنوات الأربع أو الخمسة الماضية ثمن هذا الالتفاف، طليعة المدونون، والناشطون...) في مبادرات جريئة ورائدة أتمنى أن تجد طريقها إلى الأبحاث والتوثيق قريبا (وأن يشارك فيها أصحاب الخبرات من الشباب أنفسهم).
واستخدم الشباب المساحة الافتراضية ودفعوا بها إلى أقصى الحدود، وجعلوا منها المنبر والنشيد الحماسي والدعوة، ولكن الشباب المحاصر لم يخرج من فراغ. خرج من بيئة محاصرة تفتقر للقيادات شابة كانت أو غير شابة، نقابية كانت أو غير نقابية، حزبية أو غير حزبية، والحق يقال أن النظام العربي بصورة عامة والثقافة السائدة لم تتح يوما أو لم تشهد تكون حزب سياسي بكل ما للكلمة من معنى، حزب مؤسسة، بل كان الحزب مرادف للسلطة، والحزب المعارض متى أتيح وجوده (وإن بحدود اللعبة غير الديمقراطية) طامح للسلطة في أقصى الحدود، وبعيد كل البعد عن طرح البديل الحقيقي للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.إن مشروع الدولة بقي بحد ذاته مفهوم مغيب، فلا وجود للدولة بالمعنى الشامل، أي التمثيل الاحتضان وبلورة الهوية وحفظ الوطن والمصلحة الوطنية وما يتبع ذلك من نمو وتقدم وتواجد على الخريطة الإقليمية والدولية.
تكمن المشكلة الحقيقية إذن في ثقافة وتقليد وموروث لا نكفر إن قلنا أنه سائد في هذه البلاد من عهد الخلفاء الراشدين، ولا نغالي إن قلنا أن قبلية إبن خلدون (التي تعلم منها كثر الكثير ولم نتعلم منها شيئا!) ما زالت حية ترزق وتتوالد.
وفي واقعنا المأزوم، انطلق الشباب بمطلب التغيير. وشرع بوضع مطالبه فكان أن وضع جملة مطالبه دفعة واحدة (وهذا أتركه لمقال أخر ولست بصدد مناقشته الآن ولكن تجدر الإشارة إلى أن سقف المطالب يفضل أن يأخد شكلا تصاعديا تدريجيا وألا يطرح في بداية التحرك) في محاولة لترجمة الحلم إلى واقع فضلا عن مخاطبة وجدان الشارع بكافة أطيافه وفئاته.
وانطلاقة من طبيعة النظام البوليسي، فهو كان آخر من دخل منتدى النقاش السياسي حول ما يحصل، فالنظام البوليسي والعقل البوليسي لا يتميز بالقدرة العاليةعلى تحليل الاتجاهات الجماهيرية، فهو يثق بقدرته على عزل المجتمع عن النظام والدولة ككيان وعزل المجتمع عن بعضه وتفتيت خلاياه بحيث يصبح الجمهور مغيب أصلا وغير موجود في عقلية النظام، وهو بالتالي غير مجهز للتعاطي معه أو التفاوض، فإما أن يستمر أو أن يسقط.
وانطلاقا من الواقع عينه ومن تاريخ منطقتنا الذي قلما شهد نوافذ مشرقة (في ما عدى كثير من الأناشيد الثورية والمناشير على أهميتها ورمزيتها فهي تعكس صورة حلم وتحققه وإن على مستويات بدائية)، ترجح الكفة لاستمرار النظام على رغم عدم حتمية هذا النموذج أو تعميمه أو أزليته.
ولكن لا بد من النظر إلى رقعة الجغرافية السياسية الأوسع ولعبة المصالح الإقليمية ومصالح الدول العظمى وتأثيرها على مجريات الأحداث ومخرجاتها. إن إسقاط نظام في بلد من بلدان هذه المنطقة يشكل ضياع ورقة (لا تسقط في صندوق انتخاب بل تصرف في خزينة دولة ما، وفي إستراتيجيتها البعيدة المدى)، وعليه فإن معركة إسقاط النظام- تبقى أم المعارك الحقيقية عنفية كانت أو لا عنفية- هي معركة ضد نظام المصالح المحلي لأصحاب النفوذ والسلطة- ويصح استخدام تعبير ناظمها (المصالح)- وهي أيضا معركة- وفي المقام الأول- تعقد لعبة المصالح الإقليمية والدولية فتفرض نفسها عدوا طبيعيا لهه المصالح. وعلى اختلاف الاصطفاف والتحالفات والمصالح، ترتسم صورة الصراع على الشاشات وسوق البورصة والمزايدات.
هكذا يدخل اللاعبون الدوليون لدعم النظام (في تونس ومصر)، وإن بصورة احترام إرادة الشباب، وسارعوا إلى رسم لوحة الانتقال الدستوري حينا والسلمي حينا آخر، في محاولة لتجنيب الشباب مخاطر الوقوع في المجهول، وكأنهم كانوا يعيشون الرفاه والازدهار طيلة العقود التي كانوا فيها راعيي- وتجوز هنا كلمة رعاة- النظام. ومن رفاه الشباب إلى رفاه أردوغان الحلم العربي(!) -ووريث قمع من شكل آخر- يطل علينا الفارس التركي بدعم منقطع النظير للثورة، ومروج للنموذج التركي في مضاربة وتلاق مع طروحات سابقة حول مخارج الأزمة في مصر، والتي دارت النقاشات والتسريبات حولها في الأشهر العشرة الأخيرة، وكان أبرزها الميل الأميركي إلى تسلم مؤسسة الجيش زمام الأمور- إن عبر سليمان أو غيره، ومن الجدير ذكره هنا وجود الوفد العسكري المصري الكبير في الولايات المتحدة الأميركية قبيل انطلاق الانتفاضة، والاتصالات التي أجراها قائد الجيش بتونس بالأميركيين قبيل رحيل بن علي- في مصر لصعوبة نجاح نجل مبارك في متابعة المسيرة(!). ولا ننسى أيضا خطاب الثورة الإسلامية في عيدها والذي يصب على المدى القصير في لعبة كسب الأوراق، أو بالحد الأدنى إضعاف قيمتها الشرائية في الأسواق الدولية.
ويأتي التحرش الأكبر بانتفاضة، فيشارك النظام العربي على اختلاف صوره وتحالفاته- ولا يمكنني تشبيه هذه اللوحة السريالية إلا بالموزاييك اللبناني الذي لا يتفق إلا على الصيغة، النظام الطائفي، ولو مع صراع على الحصص، وهي الصيغة الوحيدة أو الأكثر فعالية للحفاظ على حالة عدم الاستقرار والسير بإستراتيجية على شفير الهاوية- فتتحد الأنظمة يدا بيد لمحاصرة ثورة الشباب بكل الوسائل المتاحة، وفي الحد الأدنى محاولة حصرها- من المستغرب عدم التئام الجامعة العربية للنظر في خطر الشباب على المصلحة العربية المشتركة(!)، ولكننا قرأنا طبعا دردشات لبرلمانيين عرب يشجبون فيه التعرض لبن علي بمقالات تخدش شعوره ويطالبون بوقفها، في مبادرة ترمز إلى أولويات الإصلاح القانوني والتشريعي في بلداننا العربية(!).
وحين ننطلق من الواقع، لا ننطلق من منطق المؤامرة، ولا نروج لخيال علمي، بمعنى أن المصالح موجودة وواضحة (الصورة على المدى القريب أو المنظور) في اتفاقيات أمنية وتوازنات ومحاور على مستوى العالم والمنطقة ولا داعي للخوض في حيثياته ولكن يمكننا ذكر السويس، والنفط، والسلام، والذرة والصراعات التاريخية، والطموحات والبكاء على أطلال السلطنة... . ما من خطاب يأتي من كل حدب وصوب ويوجه إلى الشباب في مصر أو تونس أو أية دولة عربية أو إسلامية، يحمل أهداف تراعي أهداف وطموحات أو مصلحة هذا الشباب في دولة عصرية تحترم الإنسان وحقوقه ورفاهه.
إن في تحرر أي شعب عربي أو إسلامي من عقلية نظام الشخص الواحد أو الزمرة أو الميليشيا الموازية أو الايدولوجيا العقيمة في زمن سقوط الأيديولوجيات، ونهوضه باتجاه الدولة العصرية يشكل خطرا مباشرا على القوى العظمى أساسا، والقوى الإقليمية الطامحة حينا والجامحة حينا آخر كما يشكل خطرا على إسرائيل، ويهدد بإعادة توجيه الاهتمام لاحقا إلى قضية محورية مهمشة ومهشمة، هي قضية الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
وأخيرا، إن ما يحضر للشباب في إطار حصار انتفاضاتهم، لا يعدو كونه فتاتا من إصلاح قوانين هنا أو تغيير أسماء هناك، أو انقلاب يستبدل آخر، وهو لا يرقى بأي حال من الأحوال إلى طموحات الشباب. إن الشباب في مصر وتونس يحمل يعي بشكل كامل حجم المعركة التي يخوض، ويعي أن أي تنازل في هذه المرحلة سوف يكون التنازل الأول في اتجاه العودة إلى نقطة الصفر بعد حين وهو يعي أن العسكر هو من الشعب وللشعب ولكنه يعي أيضا أن دور الجيش حماية الشعب وليس حكم الشعب.
تحية لكم يا أبطال تونس، ويا أبطال مصر، وتحية لأمهات الشهداء ولعائلاتهم ولأصدقائهم، على أمل أن لا يذهب دمهم هدرا في معارك جانبية يصبح معها تحقيق ما كانوا يحلمون به سرابا.
وانطلاقا من هذا الواقع، فإن الشباب المتمكن من وسائل الإتصال والتواصل التف على حصار النظام البوليسي (ودفع كثر في السنوات الأربع أو الخمسة الماضية ثمن هذا الالتفاف، طليعة المدونون، والناشطون...) في مبادرات جريئة ورائدة أتمنى أن تجد طريقها إلى الأبحاث والتوثيق قريبا (وأن يشارك فيها أصحاب الخبرات من الشباب أنفسهم).
واستخدم الشباب المساحة الافتراضية ودفعوا بها إلى أقصى الحدود، وجعلوا منها المنبر والنشيد الحماسي والدعوة، ولكن الشباب المحاصر لم يخرج من فراغ. خرج من بيئة محاصرة تفتقر للقيادات شابة كانت أو غير شابة، نقابية كانت أو غير نقابية، حزبية أو غير حزبية، والحق يقال أن النظام العربي بصورة عامة والثقافة السائدة لم تتح يوما أو لم تشهد تكون حزب سياسي بكل ما للكلمة من معنى، حزب مؤسسة، بل كان الحزب مرادف للسلطة، والحزب المعارض متى أتيح وجوده (وإن بحدود اللعبة غير الديمقراطية) طامح للسلطة في أقصى الحدود، وبعيد كل البعد عن طرح البديل الحقيقي للواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي.إن مشروع الدولة بقي بحد ذاته مفهوم مغيب، فلا وجود للدولة بالمعنى الشامل، أي التمثيل الاحتضان وبلورة الهوية وحفظ الوطن والمصلحة الوطنية وما يتبع ذلك من نمو وتقدم وتواجد على الخريطة الإقليمية والدولية.
تكمن المشكلة الحقيقية إذن في ثقافة وتقليد وموروث لا نكفر إن قلنا أنه سائد في هذه البلاد من عهد الخلفاء الراشدين، ولا نغالي إن قلنا أن قبلية إبن خلدون (التي تعلم منها كثر الكثير ولم نتعلم منها شيئا!) ما زالت حية ترزق وتتوالد.
وفي واقعنا المأزوم، انطلق الشباب بمطلب التغيير. وشرع بوضع مطالبه فكان أن وضع جملة مطالبه دفعة واحدة (وهذا أتركه لمقال أخر ولست بصدد مناقشته الآن ولكن تجدر الإشارة إلى أن سقف المطالب يفضل أن يأخد شكلا تصاعديا تدريجيا وألا يطرح في بداية التحرك) في محاولة لترجمة الحلم إلى واقع فضلا عن مخاطبة وجدان الشارع بكافة أطيافه وفئاته.
وانطلاقة من طبيعة النظام البوليسي، فهو كان آخر من دخل منتدى النقاش السياسي حول ما يحصل، فالنظام البوليسي والعقل البوليسي لا يتميز بالقدرة العاليةعلى تحليل الاتجاهات الجماهيرية، فهو يثق بقدرته على عزل المجتمع عن النظام والدولة ككيان وعزل المجتمع عن بعضه وتفتيت خلاياه بحيث يصبح الجمهور مغيب أصلا وغير موجود في عقلية النظام، وهو بالتالي غير مجهز للتعاطي معه أو التفاوض، فإما أن يستمر أو أن يسقط.
وانطلاقا من الواقع عينه ومن تاريخ منطقتنا الذي قلما شهد نوافذ مشرقة (في ما عدى كثير من الأناشيد الثورية والمناشير على أهميتها ورمزيتها فهي تعكس صورة حلم وتحققه وإن على مستويات بدائية)، ترجح الكفة لاستمرار النظام على رغم عدم حتمية هذا النموذج أو تعميمه أو أزليته.
ولكن لا بد من النظر إلى رقعة الجغرافية السياسية الأوسع ولعبة المصالح الإقليمية ومصالح الدول العظمى وتأثيرها على مجريات الأحداث ومخرجاتها. إن إسقاط نظام في بلد من بلدان هذه المنطقة يشكل ضياع ورقة (لا تسقط في صندوق انتخاب بل تصرف في خزينة دولة ما، وفي إستراتيجيتها البعيدة المدى)، وعليه فإن معركة إسقاط النظام- تبقى أم المعارك الحقيقية عنفية كانت أو لا عنفية- هي معركة ضد نظام المصالح المحلي لأصحاب النفوذ والسلطة- ويصح استخدام تعبير ناظمها (المصالح)- وهي أيضا معركة- وفي المقام الأول- تعقد لعبة المصالح الإقليمية والدولية فتفرض نفسها عدوا طبيعيا لهه المصالح. وعلى اختلاف الاصطفاف والتحالفات والمصالح، ترتسم صورة الصراع على الشاشات وسوق البورصة والمزايدات.
هكذا يدخل اللاعبون الدوليون لدعم النظام (في تونس ومصر)، وإن بصورة احترام إرادة الشباب، وسارعوا إلى رسم لوحة الانتقال الدستوري حينا والسلمي حينا آخر، في محاولة لتجنيب الشباب مخاطر الوقوع في المجهول، وكأنهم كانوا يعيشون الرفاه والازدهار طيلة العقود التي كانوا فيها راعيي- وتجوز هنا كلمة رعاة- النظام. ومن رفاه الشباب إلى رفاه أردوغان الحلم العربي(!) -ووريث قمع من شكل آخر- يطل علينا الفارس التركي بدعم منقطع النظير للثورة، ومروج للنموذج التركي في مضاربة وتلاق مع طروحات سابقة حول مخارج الأزمة في مصر، والتي دارت النقاشات والتسريبات حولها في الأشهر العشرة الأخيرة، وكان أبرزها الميل الأميركي إلى تسلم مؤسسة الجيش زمام الأمور- إن عبر سليمان أو غيره، ومن الجدير ذكره هنا وجود الوفد العسكري المصري الكبير في الولايات المتحدة الأميركية قبيل انطلاق الانتفاضة، والاتصالات التي أجراها قائد الجيش بتونس بالأميركيين قبيل رحيل بن علي- في مصر لصعوبة نجاح نجل مبارك في متابعة المسيرة(!). ولا ننسى أيضا خطاب الثورة الإسلامية في عيدها والذي يصب على المدى القصير في لعبة كسب الأوراق، أو بالحد الأدنى إضعاف قيمتها الشرائية في الأسواق الدولية.
ويأتي التحرش الأكبر بانتفاضة، فيشارك النظام العربي على اختلاف صوره وتحالفاته- ولا يمكنني تشبيه هذه اللوحة السريالية إلا بالموزاييك اللبناني الذي لا يتفق إلا على الصيغة، النظام الطائفي، ولو مع صراع على الحصص، وهي الصيغة الوحيدة أو الأكثر فعالية للحفاظ على حالة عدم الاستقرار والسير بإستراتيجية على شفير الهاوية- فتتحد الأنظمة يدا بيد لمحاصرة ثورة الشباب بكل الوسائل المتاحة، وفي الحد الأدنى محاولة حصرها- من المستغرب عدم التئام الجامعة العربية للنظر في خطر الشباب على المصلحة العربية المشتركة(!)، ولكننا قرأنا طبعا دردشات لبرلمانيين عرب يشجبون فيه التعرض لبن علي بمقالات تخدش شعوره ويطالبون بوقفها، في مبادرة ترمز إلى أولويات الإصلاح القانوني والتشريعي في بلداننا العربية(!).
وحين ننطلق من الواقع، لا ننطلق من منطق المؤامرة، ولا نروج لخيال علمي، بمعنى أن المصالح موجودة وواضحة (الصورة على المدى القريب أو المنظور) في اتفاقيات أمنية وتوازنات ومحاور على مستوى العالم والمنطقة ولا داعي للخوض في حيثياته ولكن يمكننا ذكر السويس، والنفط، والسلام، والذرة والصراعات التاريخية، والطموحات والبكاء على أطلال السلطنة... . ما من خطاب يأتي من كل حدب وصوب ويوجه إلى الشباب في مصر أو تونس أو أية دولة عربية أو إسلامية، يحمل أهداف تراعي أهداف وطموحات أو مصلحة هذا الشباب في دولة عصرية تحترم الإنسان وحقوقه ورفاهه.
إن في تحرر أي شعب عربي أو إسلامي من عقلية نظام الشخص الواحد أو الزمرة أو الميليشيا الموازية أو الايدولوجيا العقيمة في زمن سقوط الأيديولوجيات، ونهوضه باتجاه الدولة العصرية يشكل خطرا مباشرا على القوى العظمى أساسا، والقوى الإقليمية الطامحة حينا والجامحة حينا آخر كما يشكل خطرا على إسرائيل، ويهدد بإعادة توجيه الاهتمام لاحقا إلى قضية محورية مهمشة ومهشمة، هي قضية الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات.
وأخيرا، إن ما يحضر للشباب في إطار حصار انتفاضاتهم، لا يعدو كونه فتاتا من إصلاح قوانين هنا أو تغيير أسماء هناك، أو انقلاب يستبدل آخر، وهو لا يرقى بأي حال من الأحوال إلى طموحات الشباب. إن الشباب في مصر وتونس يحمل يعي بشكل كامل حجم المعركة التي يخوض، ويعي أن أي تنازل في هذه المرحلة سوف يكون التنازل الأول في اتجاه العودة إلى نقطة الصفر بعد حين وهو يعي أن العسكر هو من الشعب وللشعب ولكنه يعي أيضا أن دور الجيش حماية الشعب وليس حكم الشعب.
تحية لكم يا أبطال تونس، ويا أبطال مصر، وتحية لأمهات الشهداء ولعائلاتهم ولأصدقائهم، على أمل أن لا يذهب دمهم هدرا في معارك جانبية يصبح معها تحقيق ما كانوا يحلمون به سرابا.
Thursday, February 10, 2011
سريالية العولمة وعولمة السريالية
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين تزول كل الحدود بين الدول وتبقى الأجندات الخفية والفروقات الهائلة وإزدواجية المعايير؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يحشد حسين أوباما لحربه ضد الإرهاب كل يوم ويغطي الأنظمة البوليسية وهي أصل الإرهاب ومخرجه؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين ينادي حسين أوباما بالديمقراطية ويغطي الأنظمة البوليسية؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين ينادي يحذر مبعوث حسين أوباما إلى حسين مبارك من الفوضى في حين أن الإدارة الأميركية هي مخترعة نظرية الفوضى الخلاقة؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين نتذكر خطاب حسين أوباما للشباب في مصر عندما أطلق وعود تغيير السياسة الأميركية في المنطقة؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين تمنع أميركا إسقاط نظام وتوعز إلى أنظمة حليفة للتذرع أمامها بهذا الطلب؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يحاول نظام يقمع شعبه تسطيح ثورة شعب آخر على شكل رغيف؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يطلق سراح المعتقلين الإلكترونيين من أقبية سيرفيرات النظام- صفحات فايس بوك وتويتير- ويصور ذلك على أنه إصلاح تدريجي؛
مفهوم طبعا خوف الأنظمة العربية من تداعيات ما يحصل في مصر واحتمال نجاح الشباب فرض التغيير بالتالي دعم النظام وإن بوقاحة ولكن أن يحاول نظام عربي قمع ثورة ليست على أرضه ولا يكتفي بقمع شعبه فقط لأمر في غاية الوقاحة وأن تدعم دولة لم تستطع الإجابة على انتفاضة شبابها إلا بالميليشيات ثورة شعب آخر لأمر يفوق ذلك وقاحة.
أن يغمز أبو الغيط من قناة الجيش، أو بمعنى آخر أن يغمز من قناة الانقلاب عند الحشرة أو الفوضى بقاموس النظام، وهو سبقه إليه الإدارة الأميركية في الأيام الأولى من الثورة لأمر يدعو للقلق.
إن ما يطرح بديلا عن الإصلاح والتغيير الجذري، خاصة مع الترويج لنظرية الفوضى القادمة، إن في تونس أو مصر، ليس سوى انقلابات عسكرية جديدة تأتي بقيادات جديدة، تمدد الأزمة إلى حين توضح صورة الصراع على مواقع النفوذ في المنطقة.
إن الأمل الوحيد يبقى في فرض الشعوب معادلات جديدة، مما يستتبع تضحيات جمة، على الأرض، كما يفعل الشباب في مصر وتونس والاستمرارية والتنبه إلى محاولات التفرقة. إن الأمل يبقى في نجاح التجربة في تونس ومصر وبعدها نقول لشعوب المنطقة، هذه وصفة النمو والحضارة وتقرير المصير، فهنيئا لكم يها بديلا عن الفتافيت!
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يحشد حسين أوباما لحربه ضد الإرهاب كل يوم ويغطي الأنظمة البوليسية وهي أصل الإرهاب ومخرجه؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين ينادي حسين أوباما بالديمقراطية ويغطي الأنظمة البوليسية؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين ينادي يحذر مبعوث حسين أوباما إلى حسين مبارك من الفوضى في حين أن الإدارة الأميركية هي مخترعة نظرية الفوضى الخلاقة؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين نتذكر خطاب حسين أوباما للشباب في مصر عندما أطلق وعود تغيير السياسة الأميركية في المنطقة؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين تمنع أميركا إسقاط نظام وتوعز إلى أنظمة حليفة للتذرع أمامها بهذا الطلب؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يحاول نظام يقمع شعبه تسطيح ثورة شعب آخر على شكل رغيف؛
تصل السريالية إلى أقصى الحدود حين يطلق سراح المعتقلين الإلكترونيين من أقبية سيرفيرات النظام- صفحات فايس بوك وتويتير- ويصور ذلك على أنه إصلاح تدريجي؛
مفهوم طبعا خوف الأنظمة العربية من تداعيات ما يحصل في مصر واحتمال نجاح الشباب فرض التغيير بالتالي دعم النظام وإن بوقاحة ولكن أن يحاول نظام عربي قمع ثورة ليست على أرضه ولا يكتفي بقمع شعبه فقط لأمر في غاية الوقاحة وأن تدعم دولة لم تستطع الإجابة على انتفاضة شبابها إلا بالميليشيات ثورة شعب آخر لأمر يفوق ذلك وقاحة.
أن يغمز أبو الغيط من قناة الجيش، أو بمعنى آخر أن يغمز من قناة الانقلاب عند الحشرة أو الفوضى بقاموس النظام، وهو سبقه إليه الإدارة الأميركية في الأيام الأولى من الثورة لأمر يدعو للقلق.
إن ما يطرح بديلا عن الإصلاح والتغيير الجذري، خاصة مع الترويج لنظرية الفوضى القادمة، إن في تونس أو مصر، ليس سوى انقلابات عسكرية جديدة تأتي بقيادات جديدة، تمدد الأزمة إلى حين توضح صورة الصراع على مواقع النفوذ في المنطقة.
إن الأمل الوحيد يبقى في فرض الشعوب معادلات جديدة، مما يستتبع تضحيات جمة، على الأرض، كما يفعل الشباب في مصر وتونس والاستمرارية والتنبه إلى محاولات التفرقة. إن الأمل يبقى في نجاح التجربة في تونس ومصر وبعدها نقول لشعوب المنطقة، هذه وصفة النمو والحضارة وتقرير المصير، فهنيئا لكم يها بديلا عن الفتافيت!
Tuesday, February 08, 2011
من شباب الثورة إلى شباب التغيير: خارطة طريق
تحية لشهداء تونس، لشهداء مصر، ولأبطال تونس ومصر الذين ينيرون طريق شباب العالم العربي ويقدمون نموذجا لكل زمان مكان، نموذجا لتغلب الإنسان على القهر والظلم، وخارطة طريق للتغيير الحقيقي. تحية لجميع المعتقلين إبان الانتفاضة وتحية سجناء الرأي القابعين في سجون الأنظمة الأمنية منذ عقود.
لماذا الثورة؟ لماذا انتفض الشباب في تونس ولماذا انتفض الشباب في مصر ولماذا يحلم كل الشباب العربي بلحظة التحرر من الجهل والفساد والقمع والطغيان وانتهاك الحقوق الأساسية؟ لماذا يحلم الشباب العربي بكسر حاجز الرعب والحلقة المفرغة التي ولد في كنفها وشب عليها وكاد أن يشيب؟!
لأن الثورة طبيعة الشباب؛
لأن القهر فاق قدرة كل شاب على التحمل؛
لأن أنظمتنا صم، بكم، لا يفقهون؛
ولأنها تستمر ببث الخطاب الممل المتوقع؛
لأن التعايش مع الذل والامتهان عار؛
لأن الجهل بالحقوق ظلم للنفس؛
لأن المعرفة بالحقوق وعدم المطالبة بها جهل؛
لأن عدم الدفاع عن حق الآخر جريمة ضد النفس قبل الآخر؛
ولآن شباب اليوم ليس جيل هزيمة أو نكبة أو نكسة؛ كانت الانتفاضة، وكانت الثورة التي هزت العالم العربي وتردد صداها حول العالم.
لماذا تهرع الأنظمة العربية لعزل شعوبها والترويج لخصوصياتها في محاولة لصد دوائر الماء التي بدأت تتسع. لماذا يحاول نظام تصوير ثورة الشباب كثورة جياع فيما يحاول آخر تصويرها على أنها انقلاب أيديولوجي- على مساحة ما طالت يده من إعلام وصفحات جرائد ومجلات؟
لأن أنظمتنا ظلامية؛
لأنها تستمر بسياسات القهر والظلم والرعب الممنهج والتهميش والإقصاء؛
لأنها تستمر بسياسات التجويع؛
لأن سياساتها ليست سوى شعارات فارغة ومعارك دونكيشوتيه؛
لأنها تدعي أن لها موقعا على خارطة العالم؛
لأنها تدرك أنها ليست سوى موطئ قدم لصناع القرار ومرتكزا لتنفيذ مصالحهم؛
لأنها انقلاب على انقلاب؛
لأنها تعيش عقدة الخوف التي زرعتها، وتعرف أنها موطن ضعفها؛
لأنها "فهمت" أن نهاياتها أصبحت مؤكدة، أطلقت أبواقها وكلابها وشرعت أبواب سجونها.
انتفض الشباب العربي على الحصار، حصار الثقافة والمجتمع الاقتصاد، حصار الكلمة والرأي والمشاركة والحوار والإبداع والفن، حصار الإنسان بكل بكل ما يميزه عن البهائم.
انتفض الشباب في مصر وتونس، ويحاول جاهدا في أكثر من بلد عربي، انتفض الشباب بحكمة وعزم مسخرا وسائل التكنولوجيا والاتصال والتشبيك الإلكتروني والإعلام الحديث ومستخدما الطرق اللاعنفية في الاحتجاج والتظاهر والعصيان ورفع الصوت وكسب التأييد والمناصرة. انتفض الشباب في تونس فخفقت له قلوب الأطفال والكهول والعجز من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
لا داعي لتسطيح الأمور، فشبابنا ليس شباب التويتير والفايسبوك، مع بالغ الاحترام لعمالقة الشبكات الاجتماعية والتواصل على الانترنت. فالتويتير والفايسبوك ثورة في مجال التكنولوجيا وخدمات الاتصال، ولكنها ليست سوى وسيلة تواصل. والفايسبوك والتويتر ليست خطيبا ولا مبشرا بثورة أو تغيير ولكنها المساحة شبه الوحيدة- بفئتها من حيث سهولة الوصول والفعالية وإتاحة التفاعل- التي ظلت متاحة وإن برقابة شبه مفرطة، ولكن في معظم الأحيان غبية.
لماذا لم تسقط الأنظمة؟
لم تسقط الأنظمة، لم يسقط النظام في تونس، بل سقط أحد رموزه وشتان بين هذا وذاك ولم يسقط النظام في مصر ولكن لا داعي للخيبة فالانتفاضة ليست عيد تحرير، بل مسيرة تغيير تنهي مرحلة لتبدأ أخرى. لم تسقط الأنظمة لأن الإنعاش الدولي كان حاضرا لمساعدتها، وليس لأنها قوية اليوم أو كانت في يوم مضى. لا داعي للخيبة، ولكن الحذر واجب اليوم أكثر من أي يوم مضى، ولأن المرحلة تتطلب رؤية وتحليلا يتخطى عبره الشباب شعارات الحشد والتنشيط إلى.طرح بديل ومشروع قابل للتحقيق.
لم تسقط الأنظمة لأن مصر ليست جزيرة، وتونس ليست جزيرة، ولأن جزر العالم غرقت في عصر عولمة المصالح ’والحرب على الإرهاب‘، ولأن المسافات بين الدول، وبين الشرق والغرب تقاس بمسطرة المصالح والاتفاقيات الأمنية في المقام الأول، ولأن أنظمتنا تتقن هذه اللعبة، وتدرك أنها السباقة في تقديم خدماتها في هذا السياق بأرخص الأسعار.
لم تسقط الأنظمة لأن الشباب، شباب الثورة لم يقدم بديلا، ولأن الأحزاب السياسية المعارضة والمجاملة والموالية لا تمثل الشباب وليس بمقدورها تقديم البديل.
هنا يكمن لب المشكلة والمأزق، مشكلة ومأزق ولكن الحلول والمخارج كانت وما زالت في متناولنا. مشكلة ومأزق لأن أنصاف الحلول أو الفشل، وحتى لو جاء جزئيا، لن يقتصر على ساحة الحدث بل يتخطاها إلى بلدان أخرى في المنطقة، ولأن النجاح سوف يكون الارتدادات عينها.
كسر الشباب حاجز الخوف، ونزل إلى الشارع وأحدث صدمة كبيرة وارتباكا على مستوى النظام الحاكم ولقي تأييدا جماهيريا واستطاع أن يؤطر تحركه بقوام حضاري لاعنفي يحمل استمرارية ووعدا. وكانت الأنظمة بالمرصاد، فامتصت الصدمة الأولى، واستنجدت بالحلفاء، فهبوا لنجدتها، فسوقوا لسلعة ’الانتقال السلس‘ حينا ’والانتقال الدستوري‘ أو السلمي حينا آخر. قامت الأنظمة وبشكل موازي، ببعث ماكينة الرعب والقتل في محاولة لإعادة طرح نفسها خيارا لا بديل عنه في مواجهة خراب وفوضى تتحمل وحده مسؤوليته.
إلا أن ما عجز عنه شباب الثورة، هو طرح بديل قابل للحياة، بديل للنظام القائم يصبح معه الحديث عن إسقاط النظام واقعيا. فالشباب معني بالتغيير وبإسقاط رموز النظام وهيكله ولكن هذا لا يكون بطرح الشعار الثوري بلا مضمون، وإن كان يقول بالتغيير نحو الديمقراطية والمساءلة والانتخابات ومكافحة الفساد ومعاقبة المرتكبين.
فالنظام كما سبق وذكرنا، لا يعوم على قارب، والثورة لا تقوم على جزيرة والنظام قائم على شبكة معقدة من المصالح، تبدأ في الداخل وتنتهي في عواصم القرار. نعم، إسقاط النظام ممكن من الداخل وبلا مخاطبة الخارج وهناك شواهد كثيرة على ذلك ولكن التضحيات كبيرة جدا.
إن خطابا متوازنا يحمل رسالة للعالم هو ضرورة اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالشباب اليوم يقف في مواجهة النظام في مصر أو تونس، وفي مواجهة الأنظمة الكثيرة- والتي باتت تختلط علينا أسماؤها ورموزها لكثرة التشابه- في منطقتنا وفي مواجهة أميركا وأجزاء من أوروبا –الحكومات والإدارة. إلا أن الخطاب الذي أشير إليه لا يقوم على أساس المزايدة على النظام، وعلى تسليم التعهدات للفريق الخارجي، بل على أساس الإقناع والحوار. نحنا لسنا أعداء للغرب فنحن لا نشكل تهديدا وجوديا له ولا نطمح لتصدير ثورتنا إليه إلا أنه يرى في الثورة تهديدا لمصالحه. إن خوف الغرب يكمن منظومة متكاملة من الاتفاقات الأمنية في سياق ما يسمى ’الحرب على الإرهاب‘ وخريطة النفوذ الإقليمي فضلا عن السلام مع إسرائيل. وإذا حاولنا ترتيب الأولويات أمام هذه الملفات، فإننا وبلا شك نجد أن الاتفاقيات المنية هي الأهم على الرغم من إمعان البعض- لغاية في نفس يعقوب- لإبراز ملف السلام.
وتبقى العقدة الشكلية المتعلقة بالجماعات الاسلامية، وهي عقدة مفتعلة تشبه تلك المتعلقة بالفوضى، فكما رأينا في تونس، ومصر، إن ما يسمى الجماعات التقليدية من إسلامية أو ناصرية، أو غيرها لا تقود الشارع فعلا وهي سارعت إلى مفاوضة النظام، علما منها أن هذا اللحظة يمكن أن توفر نهاية سعيدة لطموحاتها المشروعة في المشاركة في السلطة على طول عقود، وهي لو كانت تتمتع بالصفة القيادية أو التمثيلية، لما كانت متشدقة للحوار ولكان الحوار مع النظام تنازل.
ما أقترحه هنا يتركز حول فهم منطق التسوية وتقديم البديل. إن خطابا متوازنا يوجه إلى الغرب ويحاول بعقل منفتح إقناع هذا الغرب أن الأنظمة الأمنية التي قامت على دعمه، والأنظمة الأمنية التي استمرت بمباركته- بغض النظر عن موقعها في خارطة النفوذ الإقليمي ، أو الأجندات التي تتبناها- هي مصدر القلق في الأساس وهي منتج الإرهاب ومصدره، وأن دولة تقوم على حكم القانون والنزاهة واحترام حقوق الإنسان لن تشكل خطرا على جيرانها أو المصالح الغربية. إن صياغة الشباب لخطاب من هذا النوع يبقى صعبا من الناحية الأخلاقية والمبدئية، فالشباب ليس مضطرا أصلا للقيام بهذه المبادرة، وهو شباب يناضل لمصلحة شعبه ووطنه. والغرب أصلا يتشدق بهذه المفاهيم بكافة قياداته وعلى كافة المنابر، ولكن يبقى لازدواجية المعايير حيزا واسعا في هذا العالم. ويبقى أن أقول، إن الواقعية السياسية، ومصلحة الشعب، ومستقبل الوطن بحاجة لبعض التضحيات وأحيانا التسويات، إذا ما وجد الشباب أن إسقاط النظام واستكمال التغيير يتطلب ذلك.
لماذا الثورة؟ لماذا انتفض الشباب في تونس ولماذا انتفض الشباب في مصر ولماذا يحلم كل الشباب العربي بلحظة التحرر من الجهل والفساد والقمع والطغيان وانتهاك الحقوق الأساسية؟ لماذا يحلم الشباب العربي بكسر حاجز الرعب والحلقة المفرغة التي ولد في كنفها وشب عليها وكاد أن يشيب؟!
لأن الثورة طبيعة الشباب؛
لأن القهر فاق قدرة كل شاب على التحمل؛
لأن أنظمتنا صم، بكم، لا يفقهون؛
ولأنها تستمر ببث الخطاب الممل المتوقع؛
لأن التعايش مع الذل والامتهان عار؛
لأن الجهل بالحقوق ظلم للنفس؛
لأن المعرفة بالحقوق وعدم المطالبة بها جهل؛
لأن عدم الدفاع عن حق الآخر جريمة ضد النفس قبل الآخر؛
ولآن شباب اليوم ليس جيل هزيمة أو نكبة أو نكسة؛ كانت الانتفاضة، وكانت الثورة التي هزت العالم العربي وتردد صداها حول العالم.
لماذا تهرع الأنظمة العربية لعزل شعوبها والترويج لخصوصياتها في محاولة لصد دوائر الماء التي بدأت تتسع. لماذا يحاول نظام تصوير ثورة الشباب كثورة جياع فيما يحاول آخر تصويرها على أنها انقلاب أيديولوجي- على مساحة ما طالت يده من إعلام وصفحات جرائد ومجلات؟
لأن أنظمتنا ظلامية؛
لأنها تستمر بسياسات القهر والظلم والرعب الممنهج والتهميش والإقصاء؛
لأنها تستمر بسياسات التجويع؛
لأن سياساتها ليست سوى شعارات فارغة ومعارك دونكيشوتيه؛
لأنها تدعي أن لها موقعا على خارطة العالم؛
لأنها تدرك أنها ليست سوى موطئ قدم لصناع القرار ومرتكزا لتنفيذ مصالحهم؛
لأنها انقلاب على انقلاب؛
لأنها تعيش عقدة الخوف التي زرعتها، وتعرف أنها موطن ضعفها؛
لأنها "فهمت" أن نهاياتها أصبحت مؤكدة، أطلقت أبواقها وكلابها وشرعت أبواب سجونها.
انتفض الشباب العربي على الحصار، حصار الثقافة والمجتمع الاقتصاد، حصار الكلمة والرأي والمشاركة والحوار والإبداع والفن، حصار الإنسان بكل بكل ما يميزه عن البهائم.
انتفض الشباب في مصر وتونس، ويحاول جاهدا في أكثر من بلد عربي، انتفض الشباب بحكمة وعزم مسخرا وسائل التكنولوجيا والاتصال والتشبيك الإلكتروني والإعلام الحديث ومستخدما الطرق اللاعنفية في الاحتجاج والتظاهر والعصيان ورفع الصوت وكسب التأييد والمناصرة. انتفض الشباب في تونس فخفقت له قلوب الأطفال والكهول والعجز من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر.
لا داعي لتسطيح الأمور، فشبابنا ليس شباب التويتير والفايسبوك، مع بالغ الاحترام لعمالقة الشبكات الاجتماعية والتواصل على الانترنت. فالتويتير والفايسبوك ثورة في مجال التكنولوجيا وخدمات الاتصال، ولكنها ليست سوى وسيلة تواصل. والفايسبوك والتويتر ليست خطيبا ولا مبشرا بثورة أو تغيير ولكنها المساحة شبه الوحيدة- بفئتها من حيث سهولة الوصول والفعالية وإتاحة التفاعل- التي ظلت متاحة وإن برقابة شبه مفرطة، ولكن في معظم الأحيان غبية.
لماذا لم تسقط الأنظمة؟
لم تسقط الأنظمة، لم يسقط النظام في تونس، بل سقط أحد رموزه وشتان بين هذا وذاك ولم يسقط النظام في مصر ولكن لا داعي للخيبة فالانتفاضة ليست عيد تحرير، بل مسيرة تغيير تنهي مرحلة لتبدأ أخرى. لم تسقط الأنظمة لأن الإنعاش الدولي كان حاضرا لمساعدتها، وليس لأنها قوية اليوم أو كانت في يوم مضى. لا داعي للخيبة، ولكن الحذر واجب اليوم أكثر من أي يوم مضى، ولأن المرحلة تتطلب رؤية وتحليلا يتخطى عبره الشباب شعارات الحشد والتنشيط إلى.طرح بديل ومشروع قابل للتحقيق.
لم تسقط الأنظمة لأن مصر ليست جزيرة، وتونس ليست جزيرة، ولأن جزر العالم غرقت في عصر عولمة المصالح ’والحرب على الإرهاب‘، ولأن المسافات بين الدول، وبين الشرق والغرب تقاس بمسطرة المصالح والاتفاقيات الأمنية في المقام الأول، ولأن أنظمتنا تتقن هذه اللعبة، وتدرك أنها السباقة في تقديم خدماتها في هذا السياق بأرخص الأسعار.
لم تسقط الأنظمة لأن الشباب، شباب الثورة لم يقدم بديلا، ولأن الأحزاب السياسية المعارضة والمجاملة والموالية لا تمثل الشباب وليس بمقدورها تقديم البديل.
هنا يكمن لب المشكلة والمأزق، مشكلة ومأزق ولكن الحلول والمخارج كانت وما زالت في متناولنا. مشكلة ومأزق لأن أنصاف الحلول أو الفشل، وحتى لو جاء جزئيا، لن يقتصر على ساحة الحدث بل يتخطاها إلى بلدان أخرى في المنطقة، ولأن النجاح سوف يكون الارتدادات عينها.
كسر الشباب حاجز الخوف، ونزل إلى الشارع وأحدث صدمة كبيرة وارتباكا على مستوى النظام الحاكم ولقي تأييدا جماهيريا واستطاع أن يؤطر تحركه بقوام حضاري لاعنفي يحمل استمرارية ووعدا. وكانت الأنظمة بالمرصاد، فامتصت الصدمة الأولى، واستنجدت بالحلفاء، فهبوا لنجدتها، فسوقوا لسلعة ’الانتقال السلس‘ حينا ’والانتقال الدستوري‘ أو السلمي حينا آخر. قامت الأنظمة وبشكل موازي، ببعث ماكينة الرعب والقتل في محاولة لإعادة طرح نفسها خيارا لا بديل عنه في مواجهة خراب وفوضى تتحمل وحده مسؤوليته.
إلا أن ما عجز عنه شباب الثورة، هو طرح بديل قابل للحياة، بديل للنظام القائم يصبح معه الحديث عن إسقاط النظام واقعيا. فالشباب معني بالتغيير وبإسقاط رموز النظام وهيكله ولكن هذا لا يكون بطرح الشعار الثوري بلا مضمون، وإن كان يقول بالتغيير نحو الديمقراطية والمساءلة والانتخابات ومكافحة الفساد ومعاقبة المرتكبين.
فالنظام كما سبق وذكرنا، لا يعوم على قارب، والثورة لا تقوم على جزيرة والنظام قائم على شبكة معقدة من المصالح، تبدأ في الداخل وتنتهي في عواصم القرار. نعم، إسقاط النظام ممكن من الداخل وبلا مخاطبة الخارج وهناك شواهد كثيرة على ذلك ولكن التضحيات كبيرة جدا.
إن خطابا متوازنا يحمل رسالة للعالم هو ضرورة اليوم أكثر من أي وقت مضى. فالشباب اليوم يقف في مواجهة النظام في مصر أو تونس، وفي مواجهة الأنظمة الكثيرة- والتي باتت تختلط علينا أسماؤها ورموزها لكثرة التشابه- في منطقتنا وفي مواجهة أميركا وأجزاء من أوروبا –الحكومات والإدارة. إلا أن الخطاب الذي أشير إليه لا يقوم على أساس المزايدة على النظام، وعلى تسليم التعهدات للفريق الخارجي، بل على أساس الإقناع والحوار. نحنا لسنا أعداء للغرب فنحن لا نشكل تهديدا وجوديا له ولا نطمح لتصدير ثورتنا إليه إلا أنه يرى في الثورة تهديدا لمصالحه. إن خوف الغرب يكمن منظومة متكاملة من الاتفاقات الأمنية في سياق ما يسمى ’الحرب على الإرهاب‘ وخريطة النفوذ الإقليمي فضلا عن السلام مع إسرائيل. وإذا حاولنا ترتيب الأولويات أمام هذه الملفات، فإننا وبلا شك نجد أن الاتفاقيات المنية هي الأهم على الرغم من إمعان البعض- لغاية في نفس يعقوب- لإبراز ملف السلام.
وتبقى العقدة الشكلية المتعلقة بالجماعات الاسلامية، وهي عقدة مفتعلة تشبه تلك المتعلقة بالفوضى، فكما رأينا في تونس، ومصر، إن ما يسمى الجماعات التقليدية من إسلامية أو ناصرية، أو غيرها لا تقود الشارع فعلا وهي سارعت إلى مفاوضة النظام، علما منها أن هذا اللحظة يمكن أن توفر نهاية سعيدة لطموحاتها المشروعة في المشاركة في السلطة على طول عقود، وهي لو كانت تتمتع بالصفة القيادية أو التمثيلية، لما كانت متشدقة للحوار ولكان الحوار مع النظام تنازل.
ما أقترحه هنا يتركز حول فهم منطق التسوية وتقديم البديل. إن خطابا متوازنا يوجه إلى الغرب ويحاول بعقل منفتح إقناع هذا الغرب أن الأنظمة الأمنية التي قامت على دعمه، والأنظمة الأمنية التي استمرت بمباركته- بغض النظر عن موقعها في خارطة النفوذ الإقليمي ، أو الأجندات التي تتبناها- هي مصدر القلق في الأساس وهي منتج الإرهاب ومصدره، وأن دولة تقوم على حكم القانون والنزاهة واحترام حقوق الإنسان لن تشكل خطرا على جيرانها أو المصالح الغربية. إن صياغة الشباب لخطاب من هذا النوع يبقى صعبا من الناحية الأخلاقية والمبدئية، فالشباب ليس مضطرا أصلا للقيام بهذه المبادرة، وهو شباب يناضل لمصلحة شعبه ووطنه. والغرب أصلا يتشدق بهذه المفاهيم بكافة قياداته وعلى كافة المنابر، ولكن يبقى لازدواجية المعايير حيزا واسعا في هذا العالم. ويبقى أن أقول، إن الواقعية السياسية، ومصلحة الشعب، ومستقبل الوطن بحاجة لبعض التضحيات وأحيانا التسويات، إذا ما وجد الشباب أن إسقاط النظام واستكمال التغيير يتطلب ذلك.
Sunday, February 06, 2011
Saturday, February 05, 2011
Mr. President, Apologize to Egypts People
Dear all,
I am sure you are all following the recent events in the Middle East and North Africa. Maybe you have also realised that Obama has till now not yet pronounced the D-word: Democracy for Egyptian people. We represent academic communities and we support the promotion of human rights and people`s right to decide on their own future. This is the time to call for the ending realist foreign policies which produced repressive regimes in MENA region and Latin America at the expense of peoples` rights. Yesterday, the justification was the communist threat, today it is the war on terror. This is the right time to call state leaders for an ethical foreign policy and to stop disseminating fear and insecurity in their societies. This is the time to listen people. We cannot leave our friends in those regions on their own. If we dont support the truly democratic and secular groups, others will fill the vacuum.
Please send the link below to your departments, institutes, groups, friends, and colleagues.
http://www.rootsaction.org/featured-actions/51-mr-president-apologize-to-egypts-people
Special Thx to B.E. Muwatenah min hatha el 3alam
PS. Please post to your blogs, send via email, twitter, face it we need it!
I am sure you are all following the recent events in the Middle East and North Africa. Maybe you have also realised that Obama has till now not yet pronounced the D-word: Democracy for Egyptian people. We represent academic communities and we support the promotion of human rights and people`s right to decide on their own future. This is the time to call for the ending realist foreign policies which produced repressive regimes in MENA region and Latin America at the expense of peoples` rights. Yesterday, the justification was the communist threat, today it is the war on terror. This is the right time to call state leaders for an ethical foreign policy and to stop disseminating fear and insecurity in their societies. This is the time to listen people. We cannot leave our friends in those regions on their own. If we dont support the truly democratic and secular groups, others will fill the vacuum.
Please send the link below to your departments, institutes, groups, friends, and colleagues.
http://www.rootsaction.org/featured-actions/51-mr-president-apologize-to-egypts-people
Special Thx to B.E. Muwatenah min hatha el 3alam
PS. Please post to your blogs, send via email, twitter, face it we need it!
تويتريات الثورة التحرير
بعد كثير من التفكير والتردد، قررت أن أوجه لكم هذه رسالة! وأعرف مسبقا أن العديد منكم لن يقرأها إما لصعوبات متعلقة بالحصار المضروب على حرية الوصول إلى المعلومات وتكبيل الإنترنت أو لكثرة المقالات التي تنهمر عليكم من كل حدب وصوب. مقالات تمتلئ بالنصائح والانتقادات والتوجيهات المباشرة وغير المباشرة وهي في أغلبها تأتي من مراقبين ومحللين معزولين عن الحدث على رغم المتابعة المتواصلة! هذا المقال هو واحد من هذه المجموعة التي تتراكم يوما بعد يوم، ولكنني أدعي أنني سوف أحاول أن أضيف شيئا ما، وأتمنى أن يؤدي دورا ما في ملحمة بطولاتكم التي بدأت للتو! أوجه هذه الرسالة التحية لشباب مصر وشباب تونس، لتونس المحررة ومصر المحررة.
قريبا تتحرر تونس وقريبا تتحرر مصر بفضل شباب كسر حاجز في ظل نظام واحد يمتد على طول المنطقة وعرضها، نظام واحد ضرب أرقاما قياسية في قهر المظلومين، واحتقار البشر، وتهميش حقوقهم، وإنتاج الفساد على حساب رفاه الشعوب وازدهار اقتصادهم، وتعميم ثقافة الخنوع والخوف واليأس. هذا النظام، والذي ليس لا يرعى أو يراعي أية منظومة قيم ولا يحمل أي توجه إيديولوجي، لا يخاطب العالم أو حتى شعبه إلا من هذا البوق! أو بالأحرى، فإن هذه الأنظمة الاستبدادية تتاجر بالشعارات الفارغة والتي ليس من شأنها إنتاج نمو أو تطور على المستوى الوطني، سياسيا كان أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي. وتبقى السطوة عنصرا رئيسيا في استمرار هذا الواقع- النظام.
إن سطوة النظام ليست عنصرا قائما بذاته وليست نتاج سياسة قمعية أو تجويعة بل هي نقطة التقاء مجموعة مصالح، لطبقة أو مجموعات أو دول. وبناء على هذا التعريف، يصعب أو يستحيل كسر سطوة النظام بغية إسقاطه أو إعمال التغيير بمعزل عن فهم مكونات هذه السطوة في أي بلد من البلدان.
لقد رأينا تجربة الشباب التونسي، وأخذنا الذهول والفرحة مما رأينا، ذهول أخذنا والعالم على السواء وفرحة أخذتنا وتركت تخبطا في العالم، عالم القرار. تخبط العالم الغربي، واختلط الأمر على فرنسا وأميركا فرأت كلاهما والعديد من الدول الأوروبية خطرا مفاجئا على مصالحها، وانتهزت من خلاله الفرصة لإعادة ترويع شعوبها وشعوب المنطقة من وحش إسلامي قادم كموطئ قدم في الحدث تنفذ من خلاله إلى تطويق مسيرة الشباب والتغيير. وفي ظاهرة غير مسبوقة في العقود الأخيرة، ظهر علينا زعماء العالم والمنطقة بصورة هستيرية على شاشات الإعلام والمنابر الدولية في سوق مزايدات -دولي وإقليمي- حول الانتقال السلمي والدستوري والإصلاح من جهة أو التحرر من سطوة الغرب من جهة أخرى. فعلى سبيل المثال، لم يخرج قادة فرنسا أو أميركا على الإعلام أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية- الغربية المنشأ والأسباب- على شعوبهم بقدر ما يفعلون اليوم ولم تطلق حناجر التحرر في المنطقة أثناء الاحتجاجات الصاخبة التي عمت شوارع طهران إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة. إن في ذلك لعجب!
ليس من عجب في هذا التدخل السافر والوقح في حياة الشعوب المقهورة وليس من جديد في ذلك. فالشعوب المقهورة، المسلوبة إرادتها، وخاصة تلك التي يتربع على عرشها طاغية، تطرح سلعة رخيصة ولكن مربحة في سوق الصراع على مقدرات العالم، وتقاسم الحصص على المستوى الإقليمي، ثم الوطني! الشعوب المقهورة إذا هي بذرة في تربة خصبة تنج حصاد دول القرار ومقدراتها في سياق عملية معقدة تشكل علة استمرار الأنظمة القمعية ومدخلا لفهم وسيلته الوحيدة، السطوة!
هكذا تظهر صورة السطوة بكليتها لا جزئيتها، فهي ليست طاغية أو جيشا، وليست ميليشيا منظمة تحركها أياد خفية أو حزب حاكم، بل هي نقطة تجمع وانطلاق، تجمع مصالح الغرب أو قوى إقليمية مع مصالح طبقة حاكمة- لا أفراد. هذه السطوة إذن لا يمكن كسرها بتطويق عنصر من عناصرها أو إدخال تعديل في شكلها أو أحد مكوناتها. هذه السطوة هي شبكة عنكبوتية، لا تلبث أن تقطع خيطا من خيوطها حتى تستبدله بعشرات! إن كسر سطوة الأنظمة- الوسيلة- لا يتم إلا بدق عنقها، نقطة تجمع المصالح وضمان الاستمرارية. إن كسر السطوة، يتم إذن بتفكيك عناصرها، بكسر حلقة تلو أخرى، وبوتيرة تصاعدية. إذ أن أي نظام مصالح، يتطلب بيروقراطية لا غنى عنها لإدارته وتنظيم شؤونه، وعليه فإن تفكيك هذا النظام يكون بتوجيه سلسلة ضربات متصاعدة تبدأ في ركن النظام لتطال أطرافه أو رأس هرمه.
إن تفكيك أي نظام مصالح كتلك التي نراها في منطقتنا لا يكون وليد لحظة أو هبة أو حماسة، بل ينطلق من وعي وفهم وتحليل مسبق، وتخطيط ودراية بحجم التضحيات المطلوبة وقدرة على استشراف ردود الفعل والقدرة على مواجهتها. إن تفكيك أي نظام مصالح، سوف يواجه بقوة تتناسب إجمالا أو تزيد عن حجم هذه المصالح وهو بالتالي ليس نزهة في أي حال من الأحوال، وليس عفويا أيضا، إلا أنه ليس مستحيلا على الإطلاق وفي تاريخ البشرية شواهد لا تحصى في هذا المجال.
ويبقى عامل الوقت عنصرا أساسيا في عملية التحرير! ولعل عامل الوقت، هو في حد ذاته عامل نسبي، متغير عبر الزمن والثقافات. فثقافة العرب وتاريخهم شاهد على سبيل المثال على قصر نفسهم ورؤيتهم، وعلى شدة حماستهم أيضا! وكما تتشكل سطوة الأنظمة وأنظمة المصالح من مكونات عدة، تتطلب الثورة- وهي مرحلة- وعملية إسقاط الأنظمة عناصر متعددة تشكل الحماسة عنصرا أساسيا منها فيما يشكل قصر النفس والرؤية مقتلها. هكذا نفهم نحن الشباب مأساة الآباء والأجداد، ونفهم إرث الهزيمة الذي أصبح جزءا من ثقافتنا!
إن المرحلة الأولى في إسقاط النظام تتطلب الحماسة، وقد رأينا صخبا يصم الآذان في شوارع تونس ومصر مؤخرا! إن أولى مراحل التغيير تحققت فجرى توجيه ضربة أولى زلزلت أحد أركان السطوة، بإسقاط أحد وسائلها، بكسر جدار الخوف. هذا تحقق ولكن الرد الأول من النظام- نظام المصالح- بدأ يتعاظم ومن الجدير بالذكر أنه يستخدم عناوين متعددة تتراوح بين الترهيب- شكل النظام القادم، الخسائر الاقتصادية، الفوضى، الفتنة، الأحصنة والجمال(!)- والترغيب- الانتقال السلمي، الإصلاح، التغيير، تحقيق المطالب المشروعة(!) فضلا عن أحد أكثر الوسائل التقليدية نجاحا: بث الفرقة.
أيها الشباب، إن الأنظمة الاستبدادية التي نحن بغنى عن وصف ممارستها، هي أشبه ما تكون بالاحتلال الأجنبي أو الاستعمار. فللاحتلال بداية وتمهيد، موطئ قدم، لا يكون إلا في الداخل، وهناك من يجمع المعلومات ويعد العدة...، ومن يكافئ بشتى الامتيازات، وأنظمة المصالح العصرية التي نناقشها لا تختلف في جوهرها أو شكلها أو أثرها عن الاحتلال. ولعل صورة الاحتلال توضح حجم التضحيات والقدرة على تحملها وضمان استمرارية المسيرة حتى التحرير. أيها الشباب، لقد سقط لكم شهداء، شهداء أحرار. أيها الشباب، إن العدالة تقتضي ألا تسقط قطرة دم واحدة في مسيرتكم نحو التحرر والتغيير ولكننا نعيش في عالم لا يشبه العدالة بشيء. أيها الشباب، ليس في هذا المقال ما يدعو إلى العنف وإن قرأتم في فيه هذا، أعيدوا القراءة رجاء.
أيها، أنتم اليوم في قلب المعركة، في الميدان(!) وأنتم من أطلقتم الرصاصة الأولى على هذا النظام، الذي قتلكم (!). عذرا وكي لا أفهم خطأ، لستم بمدانين، أنتم طلبة حق، والنظام باطل. ولكن حذار، الوقت ليس في صالحكم، لكنكم ما زلتم حتى اللحظة في موقع المبادرة وما زلتم تمتلكون العزم، فإن كنتم طامحون، ومستعدون لتحمل الخسائر، اصنعوا المفاجئة وأعيدوا توجيه الدفة ولكم مني تحية يا من أدهشتم العالم وأفرحتم قلوب شباب كل شعب مقهور.
قريبا تتحرر تونس وقريبا تتحرر مصر بفضل شباب كسر حاجز في ظل نظام واحد يمتد على طول المنطقة وعرضها، نظام واحد ضرب أرقاما قياسية في قهر المظلومين، واحتقار البشر، وتهميش حقوقهم، وإنتاج الفساد على حساب رفاه الشعوب وازدهار اقتصادهم، وتعميم ثقافة الخنوع والخوف واليأس. هذا النظام، والذي ليس لا يرعى أو يراعي أية منظومة قيم ولا يحمل أي توجه إيديولوجي، لا يخاطب العالم أو حتى شعبه إلا من هذا البوق! أو بالأحرى، فإن هذه الأنظمة الاستبدادية تتاجر بالشعارات الفارغة والتي ليس من شأنها إنتاج نمو أو تطور على المستوى الوطني، سياسيا كان أو اقتصادي أو ثقافي أو اجتماعي. وتبقى السطوة عنصرا رئيسيا في استمرار هذا الواقع- النظام.
إن سطوة النظام ليست عنصرا قائما بذاته وليست نتاج سياسة قمعية أو تجويعة بل هي نقطة التقاء مجموعة مصالح، لطبقة أو مجموعات أو دول. وبناء على هذا التعريف، يصعب أو يستحيل كسر سطوة النظام بغية إسقاطه أو إعمال التغيير بمعزل عن فهم مكونات هذه السطوة في أي بلد من البلدان.
لقد رأينا تجربة الشباب التونسي، وأخذنا الذهول والفرحة مما رأينا، ذهول أخذنا والعالم على السواء وفرحة أخذتنا وتركت تخبطا في العالم، عالم القرار. تخبط العالم الغربي، واختلط الأمر على فرنسا وأميركا فرأت كلاهما والعديد من الدول الأوروبية خطرا مفاجئا على مصالحها، وانتهزت من خلاله الفرصة لإعادة ترويع شعوبها وشعوب المنطقة من وحش إسلامي قادم كموطئ قدم في الحدث تنفذ من خلاله إلى تطويق مسيرة الشباب والتغيير. وفي ظاهرة غير مسبوقة في العقود الأخيرة، ظهر علينا زعماء العالم والمنطقة بصورة هستيرية على شاشات الإعلام والمنابر الدولية في سوق مزايدات -دولي وإقليمي- حول الانتقال السلمي والدستوري والإصلاح من جهة أو التحرر من سطوة الغرب من جهة أخرى. فعلى سبيل المثال، لم يخرج قادة فرنسا أو أميركا على الإعلام أثناء الأزمة الاقتصادية العالمية- الغربية المنشأ والأسباب- على شعوبهم بقدر ما يفعلون اليوم ولم تطلق حناجر التحرر في المنطقة أثناء الاحتجاجات الصاخبة التي عمت شوارع طهران إبان الانتخابات الرئاسية الأخيرة. إن في ذلك لعجب!
ليس من عجب في هذا التدخل السافر والوقح في حياة الشعوب المقهورة وليس من جديد في ذلك. فالشعوب المقهورة، المسلوبة إرادتها، وخاصة تلك التي يتربع على عرشها طاغية، تطرح سلعة رخيصة ولكن مربحة في سوق الصراع على مقدرات العالم، وتقاسم الحصص على المستوى الإقليمي، ثم الوطني! الشعوب المقهورة إذا هي بذرة في تربة خصبة تنج حصاد دول القرار ومقدراتها في سياق عملية معقدة تشكل علة استمرار الأنظمة القمعية ومدخلا لفهم وسيلته الوحيدة، السطوة!
هكذا تظهر صورة السطوة بكليتها لا جزئيتها، فهي ليست طاغية أو جيشا، وليست ميليشيا منظمة تحركها أياد خفية أو حزب حاكم، بل هي نقطة تجمع وانطلاق، تجمع مصالح الغرب أو قوى إقليمية مع مصالح طبقة حاكمة- لا أفراد. هذه السطوة إذن لا يمكن كسرها بتطويق عنصر من عناصرها أو إدخال تعديل في شكلها أو أحد مكوناتها. هذه السطوة هي شبكة عنكبوتية، لا تلبث أن تقطع خيطا من خيوطها حتى تستبدله بعشرات! إن كسر سطوة الأنظمة- الوسيلة- لا يتم إلا بدق عنقها، نقطة تجمع المصالح وضمان الاستمرارية. إن كسر السطوة، يتم إذن بتفكيك عناصرها، بكسر حلقة تلو أخرى، وبوتيرة تصاعدية. إذ أن أي نظام مصالح، يتطلب بيروقراطية لا غنى عنها لإدارته وتنظيم شؤونه، وعليه فإن تفكيك هذا النظام يكون بتوجيه سلسلة ضربات متصاعدة تبدأ في ركن النظام لتطال أطرافه أو رأس هرمه.
إن تفكيك أي نظام مصالح كتلك التي نراها في منطقتنا لا يكون وليد لحظة أو هبة أو حماسة، بل ينطلق من وعي وفهم وتحليل مسبق، وتخطيط ودراية بحجم التضحيات المطلوبة وقدرة على استشراف ردود الفعل والقدرة على مواجهتها. إن تفكيك أي نظام مصالح، سوف يواجه بقوة تتناسب إجمالا أو تزيد عن حجم هذه المصالح وهو بالتالي ليس نزهة في أي حال من الأحوال، وليس عفويا أيضا، إلا أنه ليس مستحيلا على الإطلاق وفي تاريخ البشرية شواهد لا تحصى في هذا المجال.
ويبقى عامل الوقت عنصرا أساسيا في عملية التحرير! ولعل عامل الوقت، هو في حد ذاته عامل نسبي، متغير عبر الزمن والثقافات. فثقافة العرب وتاريخهم شاهد على سبيل المثال على قصر نفسهم ورؤيتهم، وعلى شدة حماستهم أيضا! وكما تتشكل سطوة الأنظمة وأنظمة المصالح من مكونات عدة، تتطلب الثورة- وهي مرحلة- وعملية إسقاط الأنظمة عناصر متعددة تشكل الحماسة عنصرا أساسيا منها فيما يشكل قصر النفس والرؤية مقتلها. هكذا نفهم نحن الشباب مأساة الآباء والأجداد، ونفهم إرث الهزيمة الذي أصبح جزءا من ثقافتنا!
إن المرحلة الأولى في إسقاط النظام تتطلب الحماسة، وقد رأينا صخبا يصم الآذان في شوارع تونس ومصر مؤخرا! إن أولى مراحل التغيير تحققت فجرى توجيه ضربة أولى زلزلت أحد أركان السطوة، بإسقاط أحد وسائلها، بكسر جدار الخوف. هذا تحقق ولكن الرد الأول من النظام- نظام المصالح- بدأ يتعاظم ومن الجدير بالذكر أنه يستخدم عناوين متعددة تتراوح بين الترهيب- شكل النظام القادم، الخسائر الاقتصادية، الفوضى، الفتنة، الأحصنة والجمال(!)- والترغيب- الانتقال السلمي، الإصلاح، التغيير، تحقيق المطالب المشروعة(!) فضلا عن أحد أكثر الوسائل التقليدية نجاحا: بث الفرقة.
أيها الشباب، إن الأنظمة الاستبدادية التي نحن بغنى عن وصف ممارستها، هي أشبه ما تكون بالاحتلال الأجنبي أو الاستعمار. فللاحتلال بداية وتمهيد، موطئ قدم، لا يكون إلا في الداخل، وهناك من يجمع المعلومات ويعد العدة...، ومن يكافئ بشتى الامتيازات، وأنظمة المصالح العصرية التي نناقشها لا تختلف في جوهرها أو شكلها أو أثرها عن الاحتلال. ولعل صورة الاحتلال توضح حجم التضحيات والقدرة على تحملها وضمان استمرارية المسيرة حتى التحرير. أيها الشباب، لقد سقط لكم شهداء، شهداء أحرار. أيها الشباب، إن العدالة تقتضي ألا تسقط قطرة دم واحدة في مسيرتكم نحو التحرر والتغيير ولكننا نعيش في عالم لا يشبه العدالة بشيء. أيها الشباب، ليس في هذا المقال ما يدعو إلى العنف وإن قرأتم في فيه هذا، أعيدوا القراءة رجاء.
أيها، أنتم اليوم في قلب المعركة، في الميدان(!) وأنتم من أطلقتم الرصاصة الأولى على هذا النظام، الذي قتلكم (!). عذرا وكي لا أفهم خطأ، لستم بمدانين، أنتم طلبة حق، والنظام باطل. ولكن حذار، الوقت ليس في صالحكم، لكنكم ما زلتم حتى اللحظة في موقع المبادرة وما زلتم تمتلكون العزم، فإن كنتم طامحون، ومستعدون لتحمل الخسائر، اصنعوا المفاجئة وأعيدوا توجيه الدفة ولكم مني تحية يا من أدهشتم العالم وأفرحتم قلوب شباب كل شعب مقهور.
Friday, February 04, 2011
Solidarity is all we need
I hereby call on all American and European Academics, professionals, activists, people who have interest in their states' foreign policies (and each responsible citizen or tax payer should have such an interest) to be active in opening discussions and raising awareness especially and reaching out to there decision makers during these tough days and months we are passing through in the MENA region.
To have a stable sustainable healthy relation that promotes mutual interests among states, and especially in the light of the 'surprising uprisings' you need two states which represent there people and not a well representative state sponsoring a security state. Aside for the fact that this act shows double standards and hypocrisy, the problem it raises is that of risking huge investment- off course it pays off, it about interests- in an unstable regime. And guess what, from now on, it will be even harder to keep such security states running smoothly.
We need better representations. We, your fellows in humanity, Youth in MENA, guys and girls, men and women are getting better at knowing our human rights, the universal indivisible human rights and we are to demand and defend them.
Yet, at the risk of seeming ridiculous, we feel- each in there own country (we are not working for a transnational Arab youth movement that will face the west or any other state and whoever thinks about this in this age is so naive)- that we are not only facing a restless, ready o burn his own country dictator or regime, but rather a whole "league of nations" which sponsor such a regime one way or another or at least provide suitable cover keeping it immune and ever stronger and eternal.
We- and i am not claiming i am a spokesman or a leader but someone who listens and reads a lot especially young writers, bloggers, facebookers, twitters, street talk...- have rights that are being violated every day. We have pride and we have ambitions and aspirations. We are neither terrorists, nor fundamentalists. We are moderate and open minded. We have been raised in anglo (more) and franco educational systems(the broad picture though our educational institions, schools and universities are not typical). We used what you gave us in terms of culture, trend, ideas/iologies, tools... and dumped much- unfortunately- of our heritage, we took practical, suitable and feel home (thats the framework we were raised in) strategies: only to know that we are not allowed to use them, that they are not practical, that they do not fit us, that we are not ready for them but how and why?
When I say we are facing a "League of Nations", I mean foreign policies of alliances of states which share power in the region and which are preventing us from achieving what we want, isolating us, labeling us and so forth.
We are the future, there is no doubt and the world is changing and our region is changing! It is not about the axis of the good and the axis of evil. It is not about US aid or Council of Europe Funds. Its about dialogue, bridging a gap when time has come and when there is a chance.
Since the end of the cold war, the fall of the Berlin wall- hopefully soon to be followed by other walls-the west as a block have not changed. Evaluation and impact assessment is needed! Smart goals and strategizing is needed not Islamophobia and the rise of right and reviving fascist ideas and treating migrants or even MENA origin residents as second class residents. Smart goals and strategies are not charities. They promote sustainable state interest. They bridge gaps, gaps between North and South, East and West, culture, tradition, religion.
This needs academics, professionals, and needs awareness among the people.
This needs some hands on fresh example to get a better understanding.
Yemen, Tunisa, Egypt. Lets stick to those for now!
Yemen- sponsored by US. Youth suffering. Al-qaeda prospering. come on, you can do better if you really want a stable state and moderate nation. Let the youth have there say. You know the US involvement in the struggle there, yeah wikileaks gave a push in that direction. People knew it long ago. Who keeps the regime in place?!
Tunisa- Sponsored by US and Europe. Who interfered since the first hours of the uprising to protect Bin Ali and then the ruling party? Justice, fairness, words can not describe this! The Tunisian youth which used new trends in communication technology and social networking in a country with the most sophisticated censorship on anything other football and succeeded in confronting terror and fear, broke all barriers with aspirations and ambitions for a real representative democracy- yes not socialist!- and what did you do. President Obama, President Sarkozi? any answer. Tax payer, I will answer you. Take the dummy out, yes, but keep he regime, give them something to chew on! Well, not exactly, how long will this stand, another 5 or 10 years! and what about those who were shocked, defeated! Healthy minds and hearts... moderate now and controlled, NO, doubt it big time, they are tomorrow’s problem!
Egypt- You still have a chance. Academics, professionals...people, you call the shot now. I do not have hope in your leaders. I can see them on the media all the time now and they say they do not want to interfere! Much more than during the financial crisis! But let me tell you that the Egyptian army gets $1.3 billion/year from the US, that is the formal figure more or less! Who is sponsoring the regime and keeping it from free falling now? You Academics, professionals...the people are the real decision makers in your countries. Lucky you! Tell you governments to keep there hands off, demonstrate peacefully like we do, we learned this as well! give MENA youth a chance and it will definitely bring a much better world for all.
To have a stable sustainable healthy relation that promotes mutual interests among states, and especially in the light of the 'surprising uprisings' you need two states which represent there people and not a well representative state sponsoring a security state. Aside for the fact that this act shows double standards and hypocrisy, the problem it raises is that of risking huge investment- off course it pays off, it about interests- in an unstable regime. And guess what, from now on, it will be even harder to keep such security states running smoothly.
We need better representations. We, your fellows in humanity, Youth in MENA, guys and girls, men and women are getting better at knowing our human rights, the universal indivisible human rights and we are to demand and defend them.
Yet, at the risk of seeming ridiculous, we feel- each in there own country (we are not working for a transnational Arab youth movement that will face the west or any other state and whoever thinks about this in this age is so naive)- that we are not only facing a restless, ready o burn his own country dictator or regime, but rather a whole "league of nations" which sponsor such a regime one way or another or at least provide suitable cover keeping it immune and ever stronger and eternal.
We- and i am not claiming i am a spokesman or a leader but someone who listens and reads a lot especially young writers, bloggers, facebookers, twitters, street talk...- have rights that are being violated every day. We have pride and we have ambitions and aspirations. We are neither terrorists, nor fundamentalists. We are moderate and open minded. We have been raised in anglo (more) and franco educational systems(the broad picture though our educational institions, schools and universities are not typical). We used what you gave us in terms of culture, trend, ideas/iologies, tools... and dumped much- unfortunately- of our heritage, we took practical, suitable and feel home (thats the framework we were raised in) strategies: only to know that we are not allowed to use them, that they are not practical, that they do not fit us, that we are not ready for them but how and why?
When I say we are facing a "League of Nations", I mean foreign policies of alliances of states which share power in the region and which are preventing us from achieving what we want, isolating us, labeling us and so forth.
We are the future, there is no doubt and the world is changing and our region is changing! It is not about the axis of the good and the axis of evil. It is not about US aid or Council of Europe Funds. Its about dialogue, bridging a gap when time has come and when there is a chance.
Since the end of the cold war, the fall of the Berlin wall- hopefully soon to be followed by other walls-the west as a block have not changed. Evaluation and impact assessment is needed! Smart goals and strategizing is needed not Islamophobia and the rise of right and reviving fascist ideas and treating migrants or even MENA origin residents as second class residents. Smart goals and strategies are not charities. They promote sustainable state interest. They bridge gaps, gaps between North and South, East and West, culture, tradition, religion.
This needs academics, professionals, and needs awareness among the people.
This needs some hands on fresh example to get a better understanding.
Yemen, Tunisa, Egypt. Lets stick to those for now!
Yemen- sponsored by US. Youth suffering. Al-qaeda prospering. come on, you can do better if you really want a stable state and moderate nation. Let the youth have there say. You know the US involvement in the struggle there, yeah wikileaks gave a push in that direction. People knew it long ago. Who keeps the regime in place?!
Tunisa- Sponsored by US and Europe. Who interfered since the first hours of the uprising to protect Bin Ali and then the ruling party? Justice, fairness, words can not describe this! The Tunisian youth which used new trends in communication technology and social networking in a country with the most sophisticated censorship on anything other football and succeeded in confronting terror and fear, broke all barriers with aspirations and ambitions for a real representative democracy- yes not socialist!- and what did you do. President Obama, President Sarkozi? any answer. Tax payer, I will answer you. Take the dummy out, yes, but keep he regime, give them something to chew on! Well, not exactly, how long will this stand, another 5 or 10 years! and what about those who were shocked, defeated! Healthy minds and hearts... moderate now and controlled, NO, doubt it big time, they are tomorrow’s problem!
Egypt- You still have a chance. Academics, professionals...people, you call the shot now. I do not have hope in your leaders. I can see them on the media all the time now and they say they do not want to interfere! Much more than during the financial crisis! But let me tell you that the Egyptian army gets $1.3 billion/year from the US, that is the formal figure more or less! Who is sponsoring the regime and keeping it from free falling now? You Academics, professionals...the people are the real decision makers in your countries. Lucky you! Tell you governments to keep there hands off, demonstrate peacefully like we do, we learned this as well! give MENA youth a chance and it will definitely bring a much better world for all.
Subscribe to:
Posts (Atom)