Wednesday, May 30, 2007

!في ظروف استثنائية

لا ينام كثيرا هذه الأيام، تؤرقه ظروف استثنائية يمر بها لبنان، يفكر...لو قدر لبيروت الجزيرة أن تصبح كذلك فعلا، لو قدر لطوفان ان يمحو كثيرا من قاطنيها، لو قبلته عشيقا أوحد، فهل يزول أرقه
يضيع في غمرة تساؤلات تقض مضجعه، إذ لم يفكر يوما أن يترك هذه المدينة، فكيف به يتركها بين أيدي من نشأوا على حلم اغتصابها واغتصاب حلمها بأن تبقى هي أجمل مدينة وأجمل زقاق وأجمل منزل وأجمل امرأة تعشق لقاءها
لا ينام كثيرا هذه الأيام، فبين السياسة وقادتها أو قواديها في بلاده هوة لا يستطيع أحد ردمها، هوة قادرة على ابتلاعه وابتلاع احلامه، تنغصه ظروف استثنائية
ظروف استثنائية نشأ فيها فتجاهلها، كبر في خضم تداعياتها وما ظن يوما أنها آيلة إلى زوال ولكن شعورا بالغصة ظل يرافقه حتى كاد يقضي عليه
ظروف استثنائية حولت كائنات طفيلية وحفنة مجرمين ومشاريع فاشلة لأشباه قادة، وحملتهم مفاتيح سعادته ومآسيه
ظروف استثنائية لا تشبه شيئا إلا قوانين حالة الطوارىء في بلداننا العربية. ظروف استثنائية تقهر كل ضد وكل معارض في شتى المجالات حتى لو لم يكن ناشطا سياسيا أو حقوقيا. ظروف استثنائية تدخل غرف نومنا وحياتنا اليومية، تقهر كل فسحة حرية أو لحظة حميمة فتقتحم رأسك لتخرج من لسانك ولا تلبث أن تسمه خربشاتها خلف أذنك
لمن يترك بيروت؟ يتركها لأبطال الصراعات العربية الاسرائيلية، أو لحملة مشاريع تفتيتية لبقعة لا تكاد ترع بالعين المجردة على خريطة كوكبية
لمن يترك أحلامه؟ لسلفية تتسلل لتغتصب قضية شعب ملعون، شعبان، أو شعوب. تغتصب قهر شعوب بعدما أنهكتها أنظة البؤس والإستبداد وفي أحسن الأحوال أنظمة الفساد والقواد؟ يترك أحلامه لهجمة قاعدية تعشق الجاهلية ولا تعرف منها سوى خصائص تخلف
لا ينام كثيرا هذه الأيام، تؤرقه مآسي التشرد القادم من الشمال، خلف النهر البارد مآسي عظيمة لا يراها كثيرون. خلفها طفل يبكي، وامرأة تشردت للمرة الثالثة أو الرابعة وتدرك في داخلها أنها لم تستقر يوما...تشردت آلاف المرات. خلف مخيم فلسطيني مكتض بالأبنية والأزقة، خلف فقر وتهميش وبؤس، قصص لا تنام، قصص أنين وحنين
لا يفهم كيف يكون أولئك سببا في خراب هذا البلد. يسمع كثيرا هذه المعزوفة مؤخرا، تؤرقه؟ كيف يحدث أن يرمي شعب بمقذوراته على شعب آخر؟ كيف يحدث أن يرمي جار من شرفته بمقوذوراته على الشارع؟ ألا يخشى إيذاء المارة؟ لا يكترث، تعلم ونشأ وكبر في ظروف استثنائية
شرب فنجانا من شاي أضر، دخن كثيرا، وفي خضم مأساته قرر أن يتصفح بعضا من المدونات الإلكترونية. اقتحم حياتات أشخاص خولوه ذلك بملىء إرادتهم فجال في حدائقهم وتناسى همومه إلى حين. أضاف بعض تلك الوصلات على مدونته في الزاوية العليا من الصفحة فعلكم تستمتعون بتصفحها. كتب بعض سطور وغلبه النعاس


هل تسمعين عوائي
يا أنت
يا أيتها القابعة في الظلام
أسمع عوائي، يوقظني من جحيمي لأتنزه في جحيم آخر
لا أدركه، فإدراكه مستحيل لذلك أتذوق جماليته أكثر فأكثر
أنصهر بمادته لتصبح مادتي حين اتناولها وتغرق في جحيمها حين أنام في جحيمي
حين أصبح الأذن العملاقة، ولكن صماء
لا يخترقها حتى عواء الذئاب حين يكتمل القمر
عوائي، عواء الأنا القابع في الجحيم
تسكنني ألف عاهرة
أنهش نفسي، أتغذى عليها
أتذوق ضعفي وأترك لك بعضا منه فطعمه لذيذ
أتركك الآن لتغرقي في صخب أكيد فهو في الداخل
إذا أن كل شيء خارجك فراغ حتى تتناوليه،
فتناوليني

.

6 comments:

هي said...

جاء نصك كمرثاة تضاعف من احزاننا و خيباتنا و عجزنا
سأغير الجو قليلا
الاصح لجمع حياة ان يقال حيوات مع انو مبدئيا لا تجمع
مش عم نظّر واللهِ بس حيوات اصح و نغمتها احلى
حبيت كتير البوست

Anonymous said...

شكرا يا رات
ليس لمجرد الرد ولكن ارتأيت أن حياتات تحمل جمالية وواقعية أكبر وإن كسرت بعضا من لغة أو جددت :-)

Khawwta said...

بالأول بفضل تستعمل حياة ونقطة عالسطر يعني بلا جمع :)
النص حلو
وشعرك متل العادي عنيف

Unknown said...

خلفها طفل يبكي، وامرأة تشردت للمرة الثالثة أو الرابعة وتدرك في داخلها أنها لم تستقر يوما
I have never read anything more real...
Palestinians created the illusion of settlement... at least for the sake of the kids... they never believed it though.
More misery... more tears and more broken hearts... that's what they're sure about!

Anonymous said...

After my last 2 posts, which came like directly after each other...my gmail account was locked and sois this blog...i can not update, add posts of log to it...Is this a google conspiracy? guess it may be, As google works with governments and especially in the context of war on terror.
A simple example shows below, a part of an article in the Sunday The Observer on May 28, 2006
"The internet is big business, but in the search for profits some companies have encroached on their own principles and those on which the internet was founded: free access to information. The results of searches using China-based search engines run by Yahoo, Microsoft, Google and local firms are censored, limiting the information users can access. Microsoft pulled down the work of one of China's most popular bloggers who had made politically sensitive comments. Yahoo gave information to the authorities that led to people being jailed for sending emails with political content. We do not accept these firms' arguments that it is better to have a censored Google, Yahoo or Microsoft in China than none at all."
http://observer.guardian.co.uk/amnesty/story/0,,1784718,00.html#article_continue
Now if I don't put any new post in the next 2 days, u can make sure that my account was disabled on purpose...and maybe then, you can put these comments somewhere on ur blog in solidarity! until i open a new one for sure...

Tigress said...

mazen, your blog is very touching, it touches the heart directly, i keep on ready till my eyes are shut. keep the writing coming

tigress