Monday, December 13, 2010

كتاب مفتوح إلى مجلس الوزراء ونخص فيه وزير البيئة، والصناعة والزراعة، والصحة، والسياحة، والثقافة والتربية وحبذا لو يعيره انتباها نوابنا الكرام وشعبنا العظيم

وصل الشتاء بأمطاره وثلوجه ويا ليت الثلج وصل عاصمتنا الملوثة عله يضيئ نورا في قلوبنا التي أظلمت في عاصمتنا بيروت بالتحديد، فلجبالنا رونقها وبعض من طهارة لم تفقدها بعد، على رغم حرائق الغابات والنفوس والجمر تحت الرماد.
حظر الشتاء ولعل موج البحر كان أصدق نبأ! فهل من يسمع ذلك الهدير وتلك القوة الجبارة والتي برغم هيبتها وشدة بأسها أنقذتنا ولو لأيام من رائحة بحرنا النتنة.
أبيض متوسط لم يعد يعرف البياض إلا حين يغضب والآتي أعظم.
أبيض متوسط لم يعد يعرف الوسطية بعد أن لوثناه إلى أقصى الحدود وكأن البحر ملك للبنان واللبنانيين فقط وكأننا أصبحنا ننظر إلى دول الجوار المتوسطي كما ننظر لبعضنا البعض، بلا عطف ولا تضامن ولا شراكة ولا مسؤولية.
نعم، ما زلنا نرمي كل قاذوراتنا في البحر الأبيض المتوسط وفي أنهارنا التي تصب فيه في حين لم يبقى دولة في العالم، على أغلب الظن، لا تعالج تلك نفاياتها. أرجوك معالي الوزير، لا تكلف أحد مساعديك بالبحث عن دولة تفعل فعلنا بغية إلقاء الحجة ونسيان جوهر المسألة!
نعم، وفي لبنان منشآت مجهزة لمعالجة النفايات، قاذوراتنا وبالأخص المجارير ولم يتم حتى اليوم تأليف طواقم أو تدريبها لتشغيلها. عسى أيضا ألا تحاول معالي الوزير نفي هذه المعلومة بل تصويب المسار.
غسل البحر قاذوراتنا في اليومين الماضيين فهل نستغل الفرصة ونضع حدا لهذه المهزلة اليوم قبل الغد؟
هل نود أن نشتم رائحة المجارير كلما مشينا على كورنيشنا البحري؟
هل يود أحد منا أن يخاطر بصحته يسبح في بحر من مجارير؟
هل نود أكل ما تبقى من ثروتنا الزراعية، سمك يتغذى على المجارير أو تنتفخ معدته من بقايا البلاستك أو النفايات الصناعية؟
هل تشكل النفايات العائمة والروائح الأخاذة فنا جديدا أم إستراتيجية خلاقة لخدمة بلد السياحة والخدمات؟
هل نرسل أولادنا إلى المدارس، ليتعلموا أصول المواطنة والرقي والتهذيب وتاريخ الحضارت ونمعن في صلب كل ذاك أمام أعينهم يوميا ونتوقع منهم حسن السلوك وبناء المستقبل؟
ثم وإن كنا مؤمنيين ومؤمنات أو لم نكن، أوليس بديهيا أن ندرك أو نشعر أن غضب البحر آت وما كانت الأيام الماضية سوى نبأ.